- المطلب الثالث: استراتيجية عمل التنمية البشرية:
سبق أن ذكرنا أن التنمية البشرية تهدف للارتقاء بثلاثة محاور أساس تشتمل على الصحة والتعليم وحصة الفرد من الدخل الحقيقي، ولإنجاز ذلك تسعى التنمية البشرية لتحقيق الخطوات الآتية:
1- بناء القدرة البشرية صحيا:
ويتطلب ذلك عددا من الإجراءات مثل:
أ – إصلاح القطاع الصحي: تتشاطر برامج إصلاح القطاع الصحي في العالم العربي، كما هو الحال في أماكن أخرى، هدفا مشتركا يتمثل في احتواء التكاليف وزيادة الكفاءة. ولتحقيق ذلك يتعين على صانعي السياسة الصحية التدقيق بعناية في خطط إصلاح القطاع الصحي، واختيار السياسات والاستراتيجيات التي تلائم وضع واحتياجات بلدانهم على أفضل وجه
>[1] .
ب- زيادة التركيز على وضع برامج وأنشطة وقائية لجميع الأنواع، والاستثمار فيها، مع تحسين الخدمات العلاجية ومرافق تقديمها، بقصد خفض التكاليف والحالات المرضية على حد سواء.
ج - الارتقاء بالثقافة الصحية، ويتم ذلك من خلال السلوك الضار بالصحة من خلال إجراء برامج للتوعية والوقاية الصحية.
د- توفير المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي.
ه- المحافظة على البيئة.
[ ص: 86 ] 2- بناء القدرة البشرية تعليميا:
تعد عملية اكتساب المعرفة حجر الزاوية في تحقيق التنمية البشرية والتي يمكن اكتسابها عن طريق التعليم. من جهة أخرى فإن عدم الاتساق بين مخرجات النظام التعليمي ومتطلبات سوق العمل والتنمية يؤدي إلى انعزال البلد عن المعرفة والمعلومات في الوقت الذي أضحى فيه سرعة اكتساب المعرفة وتكوين المهارات الأساس المتقدمة شرطين أساس لإحراز التقدم.
وللارتقاء بالقدرة البشرية تعليميا لابد من:
أ - بناء رأس المال البشري ذوي النوعية العالية
>[2] :
ويتبلور ذلك في غايات ثلاث :
- النشر الكامل للتعليم الأساس.
- استحداث نسق مؤسسي لتعليم الكبار.
- إيجاد وسائل داخل جميع مراحل التعليم تكفل ترقية نوعيته.
ب- صياغة علاقة تضافر قوية بين التعليم والمنظومة الاجتماعية والاقتصادية:
لتعزيز العلاقة بين المدارس والمجتمعات المحلية دور مهم في إصلاح التعليم، ويتطلب ذلك أن تتعدد قنوات تفاعل المدرسة مع المجتمع المحلي، بحيث لا تقتصر على الآباء، كذلك هناك ضرورة لفهم جانب الطلب على
[ ص: 87 ] التعليم من قبل الأسر والمشروعات، خاصة في سياق تعاظم دور آليات السوق والإقرار بأن الخطط والإصلاحات التي تتجاهله كثيرا ما تبوء بالفشل، دون أن يعني ذلك التخلي عن دور التعليم كقاطرة لتأسيس التقدم في المجتمع
>[3] .
ج - وضع سياسات لنشر التعليم والارتقاء به وذلك من خلال:
- تنويع التعليم وتجديد إطاره.
- استغلال التقانات الحديثة.
- المتابعة المستمرة للتعليم.
- الارتقاء بالكادر التعليمي.
- تعليم الكبار .
- التعليم قبل المدرسي.
3- توظيف القدرات البشرية
>[4] :
إن بناء القدرات الإنسانية وتوظيفها بشكل فاعل يمثل المحرك الرئيس للنمو المستدام ولتخفيف حدة الفقر. ويؤثر النمو الاقتصادي، سواء كان سلبيا أم إيجابيا، على إمكانيات تحسين التنمية البشرية وبالتالي على وضعية الفقر. كما أن تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والمتسم بالعدالة يرتبط بشكل وثيق بتحقيق الأهداف الرئيسة للتنمية البشرية.
[ ص: 88 ] إن توظيف القدرات البشرية يتطلب:
أ - الارتقاء بكفاءة عوامل الإنتاج:
- رفع إنتاجية رأس المال المادي.
- رفع إنتاجية رأس المال البشري.
ب- التقليل من التفاوت في الدخول:
- توفير فرص العمل للجميع.
- تحسين الأجهزة الضريبية.
- الحد من الفقر.
ج - تحسين دور وأداء القطاع الخاص:
- خلق البيئة الممكنة.
- إقامة نظام رقابي وتنظيمي.
د- الإصلاح المؤسسي:
- إصلاح سوق العمل.
- إصلاح الخدمة العامة.
- تنمية المجتمع المدني.
[ ص: 89 ]