المبحث الرابع
الانتقادات الموجهة للتنمية البشرية
- المطلب الأول: الانتقادات الموجهة على نطاق المفهوم والمرجعية:
- الانتقادات الموجهة على نطاق المفهوم:
بما أنه لم تتضح بعد معالم التنمية البشرية وإيجاد تعريف محدد لها فإن التقارير لم تزل تطالعنا كل عام بإضافات وتوسعات جديدة لنطاق مفهوم التنمية البشرية. من جهة أخرى، نجد أن التقارير الدولية التي اعتمدت هذا المفهوم لا توضح نقاط البدء الواجب على الدول النامية الانطلاق منها والسياسات التي لابد منها لمعالجـة تخلفها، وعدالة العلاقات الدولية الواجب توافرها لمساعدة هذه الدول للولـوج في طريق التقدم، كما أنـها لا تبين كيفية المقارنة بين أحوال التنمية البشرية وبين الدول المتقدمة والنامية بشكل متفق عليه
>[1] .
[ ص: 93 ] - الانتقادات الموجهة على نطاق المرجعية:
هناك من يرى أن مرجعية المفهوم نابعة من دساتير المؤسسات الدولية، وهو تصور آت من الشمال لا يلبي واقع دول الجنوب، بينما يفترض أن تنطلق حلول دول الجنوب من خلال واقعها لكي تكون ملائمة للبيئة المفترض نشوء التنمية البشرية فيها.
فضلا عن أن استبدال المفاهيم التنمويـة السـابقة بمفهوم أكثر اتساعا لا يعني أن المفهوم الجديد أصبح قادرا على معالجة مشاكل التنمية في العالم النامي أو أنه يحوي جميع جوانب التنمية والتقدم فيها
>[2] .