4- سلف الأمة والعلم بـ"لا أدري":
وفي عهد التابعين بدأ بالظهور من يقولون على الله بغير علم، غير متورعين عن الفتوى في كل شيء، لكن العلماء الكبار ظلوا يسيرون على منهج سلفهم من الصحابة، وصار أعلام التابعين سلفا ومثلا وقدوة لمن جاء بعدهم من الأئمة والعلماء سيرا في ذات الطريق.
روي عـن الإمـام مـالك قـولـه: أخـبرني رجل أنه دخل على ربيعة بن أبي عبد الرحمن فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه. فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم. قال ربيعة: ولبعض من يفتي ها هنا أحق بالسجن من السراق
>[1] .
وقد ظل التابعون ومن جاء بعدهم من الأئمة والعلماء على حذرهم الشديد من الفتيا ذامين للرأي الذي لا يقوم على علم، دارئين الفتوى بغيرهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، متذرعين عن عدم الفتوى في أحيان كثير ة بجهلهم
>[2] .
وسنسطر في هذه العجالة نماذج من آراء ومواقف علماء المسلمين من التابعين ومن جاء بعدهم، الذين أسسوا علم المعرفة بجهل أنفسهم وأبدعوا فيه أيما إبداع، فكانوا قمما في الموضوعية والإنصاف والتروي.
[ ص: 116 ] أ- عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه:
اشترط عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، في القاضي خمس خصال، حيث قال: خمس إن أخطأ القاضي منهن خصلة كانت فيه وصمة، أن يكون فهيما، وأن يكون حليما، وأن يكون عفيفا، وأن يكون صليبا، وأن يكون عالما يسأل عما لا يعلم
>[3] .
ب- الحسن البصري:
كان الحسن البصري، رحمه الله، سيد التابعين كثيرا ما يقول: لا أدري. ومن طريف ما تعرض له في هذا السياق ما أورده ابن الجوزي من أنه -أي الحسن- سئل يوما: لأي شيء استحب صوم أيام البيض؟ فقال: لا أدري، فقـال إعـرابي في حلقتـه: لكني أدري. قـال: وما هو؟ قال: لأن القمر لا ينكسف إلا فيهن فأحب الله عز وجل أن لا يحـدث في السمـاء أمر إلا حدثت له في الأرض عبادة
>[4] . ومن المشهور أن تأسيس فرقة المعتزلة جاء على إثر سؤال طرح على الحسن عن حكم مرتكب الكبيرة، فأطرق مليا قبل أن يجيب، فتكلم أحد تلاميذه، وهو واصل بن عطاء فقال: أرى أنه ليس بمسلم ولا كافر، بل هو بمنـزلة بين المنـزلتين، ثم قام من مجلس الحسن أو حلقته، فقال عنه الحسن: اعتزلنا واصل، فأطلق على أتباعه المعتزلة
>[5] .
[ ص: 117 ] ج- عامر الشعبي:
روي عن الشعبي عشرات المواقف التي سئل فيها بأسئلة شتى فكان جوابه فيها "لا أدري"، ومما يروى عنه أنه قال لداود الأودي: احفظ عني ثلاثا لها بيان، إذا سئلت عن مسألة فأجبت فيها فلا تتبع مسألتك "أرأيت"، فإن الله قال في كتابه:
( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) (الفرقان:43) ... والثانية: إذا سئلت عن مسـألة فلا تقس شيئا بشيء، فربما حرمت حلالا أو حللت حراما، وإذا سئلت عما لا تعلم فقل لا أعلم، وأنا شريكك. وسئل ذات يوم عن مسألة، فقال: لا أدري، فقيل له: فقس لنا برأيك، فقال: أخاف أن تزل قدمي
>[6] . وسئل عن شيء فقال: لا أدري. فقيل له: أما تستحي من قولك: "لا أدري" وأنت فقيه العراق؟ قال: لكن الملائكة لم تستح حيث قالت:
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) (البقرة:32)
>[7] .
وفي قول الله تعالى:
( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) (الذاريات:19) اختلف المفسرون حول المقصود بالمحروم، فقال الإمام الشعبي: لي اليوم سبعون سنة منذ احتلمت أسأل عن المحروم، فما أنا اليوم بأعلم مني فيه يومئذ
>[8] .
[ ص: 118 ]
وكان الشعـبي إذا سئل عن مسألـة معضلـة قال: زباء ذات وبر، لو سئل عنها أصحاب رسول الله لأعضلت بهم، وكان يعتبر أن "لا أدري" نصف العلم
>[9] .
د- القاسم بن محمد:
روي عنه قولـه: لأن يعيش الرجـل جاهـلا خـير له من أن يفتي بما لا يعلم
>[10] . وكان يقول: إنـكم تسألوننا عما لا نعـلم، والله لو علمناه ما كتمناه، ولا استحللنا كتمانه
>[11] .
وقال أيضا: من إكرام الرجل نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه، وقال: يا أهل العراق، والله لا نعلم كثيرا مما تسألوننا عنه، ولأن يعيش الرجل جاهلا إلا أن يعلم ما فرض الله عليه خير له من أن يقول على الله ورسوله ما لا يعلم
>[12] .
هـ- الإمام مالك بن أنس:
قال مالك: ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل تراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك، فقيل له: يا أبا عبد الله فلو نهوك؟ قال: كنت أنتهي
>[13] وقد أورد ابن قيم
[ ص: 119 ] الجوزية مجموعة من الأقوال والحكايات ذات الصلة بهذا الموضوع نسبها إلى الإمام مالك . قال مالك: من فقه العالم أن يقول: "لا أعلم" فإنه عسى أن يتهيأ له الخير . وقال: سمعت ابن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده "لا أدري"، حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه. وقال الشافعي: سمعت مالكا يقول: سمعت ابن عجلان يقول: إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله.. وذكره ابن عجلان عن ابن عباس.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: جاء رجل إلى مالك، فسأله عن شيء، فمكث أياما ما يجيبه، فقال: يا أبا عبد الله، إني أريد الخروج، فأطرق طويلا ورفع رأسه فقال: ما شاء الله! يا هذا إني أتكلم فيما أحتسب فيه الخير، ولست أحسن مسألتك. وقال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخرق. قال: وكان يقال: التأني من الله والعجلة من الشيطان.
وقال ابن وهب: قال لي مـالك - وهو ينكر كثرة الجواب في المسائل-: يا عبد الله ما علمت فقل، وإياك أن تقلد الناس قلادة سوء . وقال مالك: حدثني ربيعة قال: قال لي أبو خلدة - وكان نعم القاضي-: يا ربيعة، أراك تفتي الناس، فإذا جاءك الرجل يسألك فلا يكن همك أن تتخلص مما سألك عنه
>[14] .
وروي عنه أن رجلا سأله عن مسألة فقال: لا أدري . فقال: سافرت البلـدان إليك. فقـال: ارجع إلى بلـدك، وقـل: سـألت مالكا، فقال: لا أدري
>[15] [ ص: 120 ] .
وكان يكثر من قـول "لا أدري"، وسئل عن ثمان وأربعين مسألة، فقال في اثنتـين وثلاثـين منهـا: لا أدري. وسئـل عن مسـألة فقال: لا أدري، فقيل: هي مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف. وقال: إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة، فما اتفق لي فيها رأي إلى الآن
>[16] .
وقال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا سئل عن المسألة قال للسائل: انصرف حتى انظر فيها، فينصرف ويتردد فيها، فقلنا له في ذلك فبكى، وقال: إني أخاف أن يكون لي من المسائل يوم وأي يوم
>[17] .
وذكر سحنون، مدون الفقه المالكي، أن مسألة عرضت لشيخه الإمام مالك، فقـال له: اليوم لي عشرون سنة وأنا أفكر في هذه المسألة! وفي مرض موته غلب البكاء مـالكا، وعنـدما سئل عن سبب بكائه، كان رده: وما لي لا أبكي؟ ومن أحق بالبكاء مني؟ والله لو وددت أني ضربت بكل مسألة أفتيت فيها سوطا، وقد كان لي السعي في كل ما سبقت إليه. وليتني لم أفت بالرأي
>[18] .
[ ص: 121 ] و- أحمد بن حنبل:
قال أبو داود في مسائله: ما أحصي ما سمعت أحمـد سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم فيقول: لا أدري . قال: وسمعته يقول: ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى أحسن فتيا منه، كان أهون عليه أن يقول: لا أدري. وقال عبد الله ابنه: كنت أسمع أبي كثيرا يسأل عن المسائل فيقول: لا أدري. ويقف إذا كانت مسألة فيها اختلاف، وكثيرا ما كان يقول: سل غيري، فإن قيل له: من نسأل؟ قال: سلوا العلماء، ولا يكاد يسمي رجلا بعينه. قال: وسمعت أبي يقول: كان ابن عيينة لا يفتي في الطلاق، ويقول: من يحسن هذا؟
>[19] .
وكان أحمد بن حنبل يقول عن نفسه: ربما مكثت في المسألة سنين قبل أن أعتقد فيها شيئا. وهو الإمام الذي قيل: إنه صنف المسند من بين ثلاثة أرباع المليون حديث منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، هو الذي يجيب على أكثر سائليه برد العالم الذي يخشـى الله حق خشيته، ويقـول بتواضـع جم: "لا أدري"
>[20] .
وقال لابن حنبل رجل يوما: إني حلفت ولا أدري كيف حلفت. قال: ليتك إذ دريت كيف حلفت، دريت أنا كيف أفتيك
>[21] .
[ ص: 122 ] ز- علماء السلف كلهم: وهكذا كان ديدن أغلب علماء السلف العاملين، ومنهم أبو حنيفة والشافعي والليث بن سعد والأوزاعي وغيرهم.
جاء رجل إلى إبراهيم النخعي فسأله عن مسألة، فقال له: ما وجدت من تسأله غيري؟
>[22] وروي عن ابن سيرين قوله: لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم. وقال أبو الحصين الأسدي: إن أحدهم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر. وقال ابن جبير: ويل لمن يقول لما لا يعلم: إني أعلم
>[23] .
وسئل يحيى بن معين- وهو الإمام في الحديث- : هل يجوز للحائض أن تغسل الموتى، فلم يستطع أن يجيب
>[24] .
وسئل الإمام أبو الحسن الماوردي، وهو من أكابر علماء الأمة، وكان قاضي المذهب الشافعي في بغداد، سئل عن أربع مسائل في البيوع فلم يجب
>[25] .
وذكر ابن الجوزي أنه استفاد من الشيخ أبي منصور الجواليقي، الذي وصفه بأنه كان شـديد التحري وكثير التوقف فيما يقـول ويفتي، وأنه
[ ص: 123 ] ربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقف فيها حتى يتيقن
>[26] . وأورد عن بعض مشايخه أنه أفتى رجلا من قرية بينه وبينها أربعة فراسخ، فلما ذهب الرجل تفكر فعلم أنه أخطأ، فمشى إليه فأعلمه أنه أخطأ، فكان بعد ذلك إذا سئل عن مسألة توقف وقال: ما في قوة أمشي أربعة فراسخ
>[27] .
وذهب ابن الجوزي إلى أن من "تلبيس إبليس" على بعض العلماء إحساسهم بالأنفة عندما يسألون عن شيء لا يعرفونه، فيستحون من قول "لا أدري"
>[28] .
وكان العالم الصوفي المشهور ابن السماك يتكلم على الناس في جامع المدينة فكتب إليه أحدهم رقعة: ما يقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا، ففتحها وتأملها، فقرأ ما فيها، فلمـا رآها في الفرائض - وهو لا يحسنها- رماها من يده وقال: أنا أتكلم على مذاهب قوم إذا ماتوا لم يخلفوا شيئا
>[29] .
وكان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال، فسئل عن مسألة في مجلس الخليفة فقال: لا أدري. فقالوا له: تأخذ في كل شـهر كـذا وكذا
[ ص: 124 ] ولا تحسن مسـألة، فقال: إنما آخـذ على ما أحسـن ولو أخـذت على ما لا أحسن لفني بيت المال، ولا يفني ما لا أحسن
>[30] .
وجاء رجل إلى الأعمش فقال: يا أبا محمد اكتريت حمارا بنصف درهم فأتيتك لأسألك عن حديث كذا وكذا، فقال: اكتر بالنصف الآخر وارجع
>[31] .
ووصف ابن قدامة المقدسي علماء الآخرة بأنهم لا يتسرعون في الفتوى، ولا يفتون إلا يما يتيقنون صحته، وذكر أن السلف كانوا يتدافعون الفتوى حتى ترجع إلى الأول، ونقل أقوالا للسلف تؤكد ما قال
>[32] .
وفي محاضرة لأمين الريحاني بنيويورك ألقاها سنة1900 روى من التراث الإسلامي ما يلي:
"قال الزعفراني: كنت يوما بحضرة أبي العباس ثعلب فسئل عن شيء فقال: لا أدري. فقيل: وكيف لا تدري وإليك تضرب أكباد الإبل؟ فقال: لو كان لأمك تمر بقدر ما لا أدري لاستغنت. وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل له: فبأي شيء تأخذ رزق السلطان؟ فقال: لأقول فيما لا أدري لا أدري
>[33] .
وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قوله: إذا ترك العالم (لا أدري) أصيبت مقـاتله. وكان سعيد بن المسيب لا يكاد يفتي فتوى أو يقول شيئا
[ ص: 125 ] إلا قال: اللهم سلمني وسلم مني. وقال الإمام أحمد: ليتق الله عبـد ولينظر ما يقول وما يتكلم، فإنه مسؤول. وقال سفيان الثوري: لقد كان الرجل يستفتى فيفتي وهو يرعد
>[34] .
وعن مالك، رحمه الله، أنه كان إذا سئـل عن مسـألة كأنه واقف بين الجنة والنار. وقال بعض أهل العلم لبعض المفتين: إذا سئلت عن مسألة فلا يكن همك تخليص السائل، ولكن تخليص نفسك أولا
>[35] .
وقال الخليل بن أحمد: الرجال أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاتبعوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك نائم فأيقظوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك مسترشـد فأرشـدوه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه
>[36] .
وأورد حجة الإسلام الغزالي خبرا عن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنه قال: العلم ثلاثة: كتاب ناطق وسنة قائمة ولا أدري. وعن ابن مسعود، رضي الله عنه: جنة العالم لا أدري، فإن أخطأها فقد أصيبت مقاتله.
وقال إبراهيم بن أدهم: ليس شيء أشد على الشيطان من عالم يتكلم بعلم ويسكت بعلم، يقول: انظروا إلى هذا سكوته أشد علي من كلامه.
[ ص: 126 ] وكان إبراهيم التيمي إذا سئل عن مسألة يبكي ويقول: لم تجدوا غيري حتى احتجتم إلي. وكان ابن عمر، رضي الله عنهما، يسأل عن عشر مسائل فيجيب عن واحدة ويسكت عن تسع. وكان ابن عباس، رضي الله عنهما، يجيب عن تسع ويسكت عن واحدة. وكان في الفقهاء من يقول "لا أدري" أكثر ممن يقول "أدري"، منهم سفيـان الثوري، ومالك بن أنس، وأحمد ابن حنبل، والفضيل بن عياض، وبشر بن الحارث
>[37] .
وسأل أبو عون رجلا في مسألة، فقال له: على الخبير بها سقطت. لقد سألت عنها أبي، فقال لي: سألت عنها جدك، فقال: لا أدري
>[38] . وسئل خطيب وهو يخطب عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل له: ليس المنبر موضع جهل، فقال إنما علوت بقدر علمي، ولو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء
>[39] .
ورغم إكثار الإمام الشعبي من قول "لا أدري"، فقد وقعت له حادثة طريفة في هذا السياق، حيث تكلم شاب يوما عنده، فقال الشعبي: ما سمعنا بهذا. فقال الشاب: كل العلم سمعت؟ قال: لا. قال: فشطره؟ قال: لا. قال: فاجعل هذا في الشطر الذي لم تسمعه، فأفحم الشعبي
>[40] .
إن معرفة العلماء بجهلهم خلق إنساني، ظهر حتى عند عمالقة العلم الغربيين وإن لم يصبح هذا الأمر ظاهرة كما عند علماء المسلمين. فهذا
[ ص: 127 ] الفيلسوف اليوناني الشهير "سقراط" يسأل يوما: لماذا اختاروك أحكم الحكماء في اليونان؟ فأجاب: ربما لأنني الرجـل الوحيـد الذي يعرف أنه لا يعرف شيئا على الإطلاق
>[41] . وهذا صاحب النظرية النسبية في العصر الحديث "إينشتين" يقف يوما عند درج صغير في أسفل مكتبته ويقول: إن نسبة ما أعلم إلى ما لا أعلم، كنسبة هذا الدرج إلى مكتبي. ويعلق الشيخ محمد الغزالي على ذلك فيقول: ولو أنصف لقال: إنه أقل من هذه النسبة. فإنا لا نعلم أي شيء هو
>[42] .