رؤية إسلامية
للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة
- رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في السنة النبوية:
لا شك أن منـزلة ذوي الاحتياجات الخاصة من مبادئ الإسلام كسائر ما ينـزل بساحة الفرد أو الجماعة من المسلمين من ابتلاء، وبمقتضى العقيدة الإسلامية ينبغي استقباله على أنه قدر الله عز وجل المكتوب في الأزل لا راد له إلا هو، قال تعالى:
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين *
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون *
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) (البقرة:155-157).
لكن هل يفهم من هذا وقوف مبادئ الإسلام وأحكامه، كما وردت بها أدلة القرآن الكريم والسنة النبوية، على الخصوص، عند حدود التسليم الذي يمليه المعتقد على صاحبه؟ أم أن تلك المبادئ هي نفسها تنفتح بالمبتلى بالإعاقة ومحيطه الاجتماعي على مسالك وأبواب تحقق العلاج والشفاء منها إذا أمكن، أو التعامل معها بإيجابية على المستويات النفسية وفي المحيط
[ ص: 29 ] الاجتماعي وحتى السياسي؟ وهل توفر تلك المبادئ لذوي الاحتياجات الخاصة أساليب التربية العلاجية، وسبل الوقاية منها قبل ذلك؟
ويمكننا طرح هذه الأسئلة بصيغة أخرى، على سبيل الإجمال:
هل في مبادئ الإسلام وتجربته الحضارية التاريخية ما يكفل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة؟
وهل في التجربة التاريخية ما يؤكد عملية وفعالية تلك المبادئ؟
وما مدى تجسيدها للقيم الحضارية السامقة كما تتجلى في السنة النبوية الشريفة في هذا الميدان الإنساني الاجتماعي الحساس والمهم؟
وهـل يمكننا اعتبارها تجسيدا لمعالم الرحمة النبوية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة؟
وسـوف نحاول الإجـابة عن هـذه الأسئلة من خـلال المسائل الآتي ذكرها:
أولا: أسس معاملة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام كما تتجلى في السنة النبوية خصوصا.
ثانيا: التربية العلاجية وسبلها في السنة النبوية.
ثالثا: سبل الوقاية من الإعاقة في السنة النبوية.
[ ص: 30 ]