- المؤسسات الإعلامية (التلفزيون والقنوات الفضائية):
يشخص الدكتور الطريقي في موسوعته وضع الإعلام العربي تجاه موضوع الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، وما ينبغي من إصلاح وفق استراتيجية واضحة فيقول: "في ظل ثورة الإعلام والاتصال وانتشار الفضـائيات والشبـكة العنكبوتية، تغـدو الاستراتيجية الإعلامية هاجسا لا يمكن التغاضي عنه، بل يجب الاعتماد عليه. وللحقيقة فإن إعلامنا العربي
[ ص: 127 ] المقروء والمسموع والمرئي إعلام فقير وشحيح من هذه الاستراتيجية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، وحتى ما يشكله ظهور بعض البرامج الإعلامية بهذه المساحة التي تطفو على السطح لا تكاد تخلو في كافة وسـائلنا الإعلامية من العيب أو النقص في الجانب العددي أو الإعدادي والفني، وهو ما ينعكس سلبا على الجمهور المتلقي ويجعله دائم النفور منها باستثناء من يعيش الحالة أو يتعايش معها، وهي برامج إعلامية تخطئ جمهورها المستهدف، فغالبا ما تستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم، مع أن الحاجة الإعلامية الملحة والضرورية هي في إيجاد إعلام يستهدف جمهور العامة للتوعية والتحقيق بقضايا الإعاقة تحت شعار: "الوقاية أولا"، ثم التأهيل بكافة مسمياته الطبية والاجتماعية والنفسية"
>[1] .
فالاستراتيجية الإعلامية لخدمة موضوع الإعاقة إعلاميا -إذن- هي الإطار الضروري والمناسب لتأدية المهمة، وتفعيل تنمية العمل الإعلامي الخيري، لذلك يجب وضع احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة الإعلامية في أولوية السياسـات والخطط والبرامج، التي تتبناها وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، بحيث يخصص لهم مساحات وبرامج تلبي احتياجاتهم وتشبع تطلعاتهم
>[2] .
[ ص: 128 ]