المبحث الثاني

نماذج من العناصر النخبوية النسوية في القرآن

- تمهيد:

إن المجتمع البشري الذي يتكون من الرجل والمرأة، ينقسم طبقا للوصف القرآني إلى فئات شتى لها أدوار ووظائف ضرورية لسير المجتمع بشكل طبيعي. وإذا اختلت هذه الأدوار والوظائف تعرض المجتمع إلى اضطرابات متنوعة. وتعد النخبة من بين هذه الفئات، فهي تمثل العقل المدبر للمجتمع، وتتولى السهر على راحته. وقد شاع بين الناس أن فئة النخبة تنحصر فقط في صنف الرجال دون النساء، وذلك بسبب ما ألحق بعموم النساء من صفات النقص، كالضعف وكفران العشير والنسيان والعجلة وغير ذلك من الصفات التي تجعلهن بعيدات عن الوسط النخبوي.

ومما لا شك فيه أن الرجـال أنفسهم يتفاوتون في الصفـات الخلقية، كما تتفاوت النساء أيضا في تلك الصفات. وقد حسم القرآن الكريم هذا الأمر، كما سيتضح معنا لاحقا عند عرضنا للصفات التي فطر الله عليها الإنسان بشقيه، الذكر والأنثى، وعند عرضنا كذلك للنماذج النسائية التي ذكرت بأسمائهن في القرآن الكريم والنماذج التي كانت سببا في نـزول بعض الآيات القرآنية. [ ص: 40 ]