الفصل الأول
ترجمة للإمام .. وتحديد للمفهوم
المبحث الأول: ترجمة الإمام ابن تيمية
قال الذهبي: "من خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير، ومن نابذه وخالفه قد ينسبني إلى التغالي فيه، وقد أوذيت من الفريقين، من أصحابه وأضداده" (الدرر الكامنة، 1 / 161 ).
يعتبر الإمام ابن تيمية ظاهرة حقيقية في الفكر الإسلامي، وقد كانت له إسهامات كثيرة في علوم عدة من عقيدة وحديث وأصول وفقه ومنطق.... وغيرها.
وقد استوفى المترجمـون له والكاتبون في سيـرته الشيء الكثير، فقد كتبوا في مناقبه وصفته وأسرته ومشيخته ومرباه وجهاده العلمي والسياسـي وفـكره وعلمه، ومعـاركه، وخصومـه، ومواقفهم منه وعفوه وحلمـه، وورعه وتقواه، وتواضعه، وتلاميذه، ومؤلفاته، وأسباب
[ ص: 33 ] إعراضه عن الزواج وغير ذلك من خاصة شأنه وعامته، كتب في ذلك العرب والمستشرقون
>[1] .
لقد كان الإمام يمثل ظاهرة حقيقية لها نموذجها ونظامها المعرفي وتصورها ومنهجها ورؤيتها في مختلف مجالات المعرفة والعقيدة والقراءات والدلالات والتجديد والاجتهاد والتصوف والحكم والمال وغيرها من شؤون الحياة
>[2] ، لذلك سأقتصر في هذا البحث على بعض الشذرات من ترجمته، وإلا فالمعرف لا يعرف.