المطلب الثاني: تلامذته ومصنفاته ووفاته:
تتلمذ على يديه عدد كبير من طلاب العلم، الذين أصبحوا علماء أفذاذا، وجهابذة حفاظا، من أشهرهم:
[ ص: 35 ]
- محمد بن أبي بكر، المعروف بابن قيم الجوزية.
- محمد بن أحمد الذهبي.
- عماد الدين إسماعيل بن كثير.
- محمد بن أحمد المعروف بابن عبد الهادي.
وأما تصانيفه، رحمه الله، فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، سارت مسير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، منها:
- كتاب الإيمان.
- كتاب الاستقامة.
- تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية.
- درء تعارض العقل والنقل.
- منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية.
- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.
- الرد على البكري في مسألة الاستغاثة
>[1] .
توفي رحمه الله معتقلا، بقلعة دمشق، إذ دخلها سجينا، في شعبان سنة ست وعشرين وسبعمائة، ثم مرض بضعة وعشرين يوما قبل وفاته، ولم يعلم أكثر الناس بمرضه، ولم يفاجئهم إلا موته، وكانت وفاته في سحر ليلة الاثنين، العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
[ ص: 36 ]
وذكر أخـوه زين الدين عبد الرحمـن أنه ختم هو والشيخ منـذ دخلا القلعة ثمانين ختمة، وشرعا في الحادية والثمانين، فانتهيا إلى قوله تعالى:
( إن المتقين في جنات ونهر *
في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) (القمر:54-55).
ورثاه أئمة عصره، وللشيخ مجبر الدين أحمد بن الحسن الخياط الجوخي الدمشقي قصيدة يرثي فيها شيخ الإسلام، قال في آخرها:
فلله مـفقود فقدناه نافع لنا منه - غير الله - لم نر أنفعا شـغفنا به في الله حبا، فلم يدع
هواه لغير الله في القلب موضعا عليك، أبا العباس، أحمد لم يزل
فؤادي بتذكار الفؤاد مروعا إلى أن يريني الله وجها سافرا
بنضرته يوم المعاد مبرقعا
>[2] [ ص: 37 ]