الخاتمة
هكذا نصل إلى ختام رحلتنا، وقد حاولنا من خلال هذه الورقات الثلاث أن نقرب القارئ من عالم بن نبي، لنكتشف معا أصول مشروعه ومنطلقاته النظرية في تحديد مشكلة الأمة وسبيل الخروج منها، وأن نقارب معه مجالين حساسين، يتعلق الأول بمفهوم الديمقراطية، كيف نفهمها؟ وكيف نقيم علاقتها السوية بإسلامنا؟... ويتعلق الثاني بمفهوم العولمة، والأسس النظرية في تحليل موقفنا منه رفضا أو قبولا.
وكما ألمحنا في المقدمة... وكما يوحي به العنوان الذي جمعنا تحته هذه الورقات، ليس عملي سوى قراءات، ولجت بها عالم مهندس الحضارة، قد يتفق القارئ الكريم معي فيها، وقد يخالفني، وهذا شـأن القارئ الجاد مع ما يقرأ... فحسبي في الحالين أنني شغلت جزءا من فكره ووقته بالحديث عن ومع رجل مازلت أعتقد أنه يحتاج منا إلى معرفة أعمق، وتعريف أكبر.
ما أحـوج الأمـة في ظرف مثل الذي نحن فيه الآن، إلى رجل مثل بن نبي، بعقله العلمي المرتب، وعاطفته الجياشة الصادقة.
أرجو أن يكون هذا العمل وفاء بجزء من دين الرجل علينا.
كما أرجو من الله تعالى القبول.
والحمد لله رب العالمين. [ ص: 177 ]
السابق