8- اللف والنشر:
ومن مظاهر الانسجام أيضا اللف والنشر
>[1] :
وهو أن يذكر شيئان أو أكثر، إما إجمالا، أو تفصيلا بالنص على كل واحد، فمن الإجمال قوله تعالى:
( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ) (البقرة:111)؛ أي قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى، والذي سوغ الإجمال في اللف ثبوت العناد بين اليهود والنصارى؛ إذ يقصر كل فريق دخول الجنة على فريقه وملته، فعرف عقلا أنه يرد كل قول إلى فريقه لأمن اللبس. ومن التفصيل قوله تعالى:
( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) (القصص:73)، فالسكون راجع إلى الليل وابتغاء الفضل راجع إلى النهار، ومن التفصيل أيضا:
( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) (الإسراء:29)، فاللوم راجع إلى البخل، وكونه محسورا راجع إلى الإسراف.