1- دور الأسرة في التربية:
لعبت أسرة جولن دورا مشهودا في تربية وتوجيه ابنها، فقد كانت أسرة متدينة تعيش في بيئة محافظة حتى في أيام علمانية أتاتورك المتطرفة، وكانت أم فتح الله على قدر من العلم والتدين والأخلاق، أما أبوه فكان بيته مجلسا من مجالس العلم واجتماع الوجهاء وأصحاب الاهتمامات العامة وهو الذي علم ابنه مبادئ بعض العلوم واللغتين العربية والفارسية.
أما مالك ومع عدم وجود تفاصيل دقيقة حول هذه المرحلة المبكرة من عمره، إلا أن اهتمامات الأسرة بالدين بادية من خلال الحرص الشديد على تعليم ابنها في مدرسة قرآنية وهو مازال في السنوات الأولى من عمره رغم فقرها الشديد، ورغم الإغراءات التي كانت تبذلها فرنسا للأطفال وأسرهم حتى يلتحقوا بالمدارس الفرنسية، مقابل التضييق المعروف على متعلمي العلوم الشرعية واللغة العربية.
وقد استمر اهتمام الأسرة بمالك حتى بعد التحاقه بالتعليم الرسمي الفرنسي، فقد ظل يدرس في كتاب القرآن، ثم إنه في المرحلة الثانوية درس
[ ص: 51 ] في معهد شرعي لتخريج مساعدي قضاة وكتاب في المحاكم الشرعية. وتتضح بصمة الأسرة في هذه المرحلة من خلال اهتمامات ولدها في القراءة والتعلم الذاتي ثم في حياته كلها، حيث ظل ملتزما بالإسلام في أحلك الظروف، كما تحدث عنه من يعرفونه عن قرب
>[1] .