ثالثا: الاستفادة من العلوم النافعة والتجارب الناجحة:
تشابه الرجـلان في التحـذير من الاستعمار، لكنهما لم يدعوا أبدا إلى الانغلاق على الذات، بل كانا من دعـاة الانفتاح وعدم التعميم في النظرة إلى الآخر.
ولهذا استفادا على المستوى الشخصي من سائر العلوم الحديثة، ولاسيما علوم الاجتماع والنفس والتاريخ والاقتصاد، وبرز مالك أكثر في الاستفادة العميقة من معطيات وأدوات علم الاجتماع في تحليل الكثير من الظواهر الاجتماعية والسياسية، وفي توضيح الكثير من الأفكار.
ويبدو أن مرد ذلك إلى دراسته في فرنسا وإقامته بها فترة طويلة للعمل والكتابة الصحفية، وإتقانه المتفوق للغتها حتى أن كتبه التي ألفها بالفرنسية أكثر من الكتب التي ألفها بالعربية لغته الأم.
وسنصادف في كتابات الرجلين الكثير من الدعوات لاقتباس كل ما هو نافع في التجارب الغربية والشرقية، وقد أكثر كلاهما من استدعاء التجربتين الألمانية واليابانية في مضمار النهوض الحضاري، ولاسيما في مجالات: التخطيط، والعلم، والاقتباس مع المحافظة على الهوية الذاتية والاعتزاز بها. وقد زاد مالك مرارا باستدعاء التجربة الصينية.
[ ص: 210 ]
ووصل الحال إلى الثناء على القيم الإيجابية في الغرب، بما فيها الأخلاق كخلق الأمانة في مقابل ممارسة الكثير من النقد للمسلمين
>[1] .