المعطيات الحضارية لهجرة الكفاءات

نخبة من الباحثين

صفحة جزء
- حجم الخسائر الاقتصادية لهجرة الكفاءات العلمية:

مما لاشك فيه أن خسارة القدرات البشرية المتخصصة تفقد البلدان الأصلية التي تصدر المهاجرين موردا أساسيا متمثلا بخسارة القواعد العلمية للبحث العلمي والتقني، كما أنها تؤدي إلى تبديد الموارد المالية التي أنفقت على تكوين تلك القدرات العلمية، فقد بلغت الخسائر التي منيت بها البلدان العربية من جراء هجرة الأدمغة العربية في عقد السبعينيات فقط (11) أحد عشر مليار دولار، فيما يقدر الخبراء إجمالي الخسائر نتيجة هذه الظاهرة اليوم بأكثر من (200) مائتي مليار دولار

>[1] ، كما تتحمل الدول العربية والإسلامية بسبب الهجرة خسارة مزدوجة، من خلال ضياع ما أنفقته من أموال وجهود في تعليم وإعداد وتدريب الكفاءات العربية المهاجرة من جهة، وكذلك مواجهة نقص الكفاءات أو بالأحرى سوء استغلالها والإفادة منها من جهة أخرى، حيث يتم استقدام الكفاءات الغربية للتدريب والتأهيل بتكلفة كبيرة >[2] .

لابد من الإشارة إلى أن مجمل هذه الخسائر الباهظة التي تتحملها الدول العربية والإسلامية إنما تصب في خدمة دول المهجر، وأن المستفيد الأول من ظاهرة هجرة العقول عالية التأهيل الدول الأوربية وأمريكيا وإسرائيل. [ ص: 203 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية