الفصل الثاني
الحقوق والواجبات كما جاءت في الكتاب والسنة وتطبيقاتها في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم
إن المتأمل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يستطيع أن يرى بوضوح الممارسات الأخلاقية الراقية، في كل تعاملاته صلى الله عليه وسلم مع كل من حوله بشكل عام، وفي محيط أسرته بشكل خاص، وهي في واقع الحال ترجمة عملية وممارسة حقيقية على أرض الواقع للقيم الأخلاقية، التي دعا لها صلى الله عليه وسلم طوال بعثته.
ويقصد بكلمة (الحق) في عرف الفقـهاء: "ما ثبت في الشرع للإنسان أو لله تعالى على الغير، أي هو كل شيء مكنت الشريعة الإنسان منه وسلطته عليه.. ومن هنا فالحقوق مصدرها التشريع الإلهي أو التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التي لا تتعارض مع نص شرعي، وعلى ذلك فالحقوق بهذا المفهوم هي التي فيها صلاح البشر جميعا في إطارها العام وبالمعنى الحقيقي"
>[1] .
وبعبارة أخرى، يمكن القول: إنها تلكم الأمور الثابتة الواجبة الوفاء للطرف الآخر، الذي يتعامل معه المسلم في حياته اليومية والتي وجه إليها الدين الحنيف لممارستها سلوكا وفعلا وقولا وعملا تحقيقا لأهداف الحياة وفق التصور الإسلامي.
[ ص: 63 ]