معوقات للتطوير
التطوير والتغيير من سنن الله في الحياة، فهي في تغير وتطور متسارع؛ تطور في عالم المادة، وتطور في عالم المعرفة، وتطور في وسائل التواصل بين الأفراد والمجتمعات.
والتطورات المادية والنفسية ليست في معزل عن عالم الإنسان، فهو الذي يسهم في دفع عجلة التطور المادي وصناعته، ويتأثر به، ويكيف علاقاته وأنماط حياته في ضوئه.
ولئن كان التطور سمة للحياة البشرية بعامة، فإنه في هذا العصر يكاد يكون العنوان والسمة الأبرز.
ولقد تركت التطورات المعاصرة آثارا بارزة في حياة المجتمعات، بما فيها المجتمعات المسلمة.
- فتغيرت دائرة انتشار التعليم.
- وتغيرت أساليب التعليم ومؤسساته.
- وتغيرت أدوات التأثير ووسائله.
- ونشأت مشكلات جديدة تركت آثارها على حياة الناس في عبادتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية، وتعاملاتهم المالية، وواقعهم السياسي. [ ص: 33 ]
والسؤال الذي يفرض نفسه:
هل يبقى التعليم الشرعي كما هو في مناهجه وأدواته ووسائله؟
هل التعليم الذي نشأ في ظل شح القلم، وانتشار الأمية، هو الملائم اليوم بكل تفاصيله في عصر انتشر فيه التعليم بين الذكور والإناث، والمدن والأرياف؟
هل التعليم الذي نشأ في ظل غياب وسائل الاتصال هو الملائم بعد عصر الطباعة الورقية والرقمية، والتواصل الإلكتروني ومحركات البحث؟
هل مخرجات التعـليم، التي نشـأت في عصر بساطـة التعاملات المالية والأوضاع السياسية والاجتماعية، هل هذه المخرجات قادرة اليوم على تقديم الحلول الملائمة للمشكلات المالية والسياسية والاجتماعية المعاصرة؟
وإذا كان التطوير بهذه الأهمية، وإذا كان التعليم الشرعي بحاجة إلى التطوير فلم يتردد المهتمون بشأنه في تطويره والارتقاء به، رغم حرصهم وحدبهم عليه؟
إن حرص المهتمـين بشأن العلم الشرعي على نشره وعلى تقديمه بأفضل صورة أمر لا يجادل فيه، وليس بحاجة إلى إثبات، لكن ثمة عقبات ومعوقات تمنع هذا الشعور أن يتحول إلى واقع عملي ينتج عنه تطوير وارتقاء بالتعليم الشرعي. [ ص: 34 ]
ومن هذه المعوقات والعقبات، ما يلي:
التالي
السابق