- تعريف الرسائل:
في لسان العرب: "وجمع الرسالة الرسائل.. والإرسال: التوجيه، وقد أرسل إليه، والاسم الرسالة، والرسالة"
>[1] .
وفي المـعـجـم الـوجـيـز: الـرسـالـة: ما يرسل، و: الخـطـاب المرسـل إلى فـرد أو جماعة. وكتاب يشتمل على قليل من المسائل وتكون في موضوع واحد"
>[2] .
وفي التعريفات: "الرسالة هي المجلة المشتملة على قليل من المسائل التي تكون من نوع واحد، يكون فيها الحكم"
>[3] .
فمكونات الرسالة، من خلال ما سبق، ما يلي :
- مرسل: ويتمتع بمواصفات خاصة، وإمكانات عقلية وعلمية متميزة، ويحظى بالمكانة والمنزلة من خلال تاريخه المشرف الممتلئ بالمواقف والإنجازات.
- مضمون الرسالة: ومضمون الرسالة تلك المقالات المستوعبة موضوعات الإسلام في جوانبه العقدية، والعبادية، والتشريعية، والتربوية، والأخلاقية، والاجتماعية، والثقافية وغيرها من الجوانب التي تشمل رسالة الإسلام الهادفة.
[ ص: 49 ]
وتلك المضامين في حقيقتها تستمد أصولها من خطاب الدعوة المعصوم، وخطاب الدعوة البشري الذي يعالج المشكلات ويتصدى للتحديات في كل فترات التاريخ المختلفة.
وفي "رسائل الإصلاح" للإمام محمد الخضر حسين هذه المضامين، حيث قام، رحمه الله، بجمعها في كتابه، وتضمينها في رسالته.
- اعتبارات الرسالة:
الرسالة لها مجموعة من الاعتبارات تتمثل فيما يلي:
- اعتبار الزمان والمكان: فلكل زمان بيان، ولكل مكان أسلوب، ولكل حدث حديث، ولكل مقام مقال، والرسالة تراعي طبيعة الزمان والمكان لمضامينها الإنسانية ومحتوياتها الدعوية.
- اعتبار الحدث نفسه: حيث يفرض أسلوبا معينا في التعامل معه وطريقة في الرسالة تتناسب مع حقيقة الحدث وطبيعته.
- اعتبار المرسل إليهم من الناس: وذلك على حسب استيعابهم، وعلى مستوى ثقافتهم. فمراعاة الخطاب حال الناس من عوامل نجاحه.
- الربط بين الرسالة والإصلاح:
اشتملت رسائل الإصلاح على مسائل ومقالات في موضوع الإسلام، توجه بها فضيلة الإمام إلى جماعة المسلمين في كل زمان ومكان؛ ولذلك كان الربط بين مضمون الرسالة وتحقيق الإصلاح.
[ ص: 50 ]
ففي المعجم الوجيز: "رسالة المصلح: ما يتوخاه من وجوه الإصلاح"
>[4] .
فما توخاه فضيلة الإمام من وجوه الإصلاح ضمنه هذه الرسائل.
فالرسائل المقصود بها: الإطار النظري للإصلاح والذي اجتهد فيه الإمام، رحمه الله، لوضع الأسس والقواعد، التي ينطلق المسلمون منها لتحقيق الإصلاح، ووضع الضوابط التي تحفظ المسـيرة، وتدعم الخطى في طريق النهضة العامة للفرد والمجتمع.