- السنة النبوية الشريفة والظلم:
أكدت السنة المطهرة كذلك حرمة الظلم، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيـرة: ففي الحـديث القـدسي قال أبو ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه: قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال:
( يا عبادي إنـي حرمت الظلم عـلى نفسي وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا... ) >[1] .
هذا الحديث هو خطاب للناس عامة وللمؤمنين خاصة بأن لا يظلم أحد أحدا؛ لأن الإسلام مبني على العدل في الدماء والأموال والأنساب والأعراض، ومن أجل ذلك جاء الشرع الحنيف بالقصاص في هذه جميعا، لمعاقبة المعتدي بمثل ما فعل.
قال صلى الله عليه وسلم :
( اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) >[2] .
وعن أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
( ما من أمير عشـرة، إلا يؤتى بـه يـوم القيامـة مغلولا، لا يفـكه إلا العـدل، أو يوبقه الجور ) >[3] .
[ ص: 61 ]
وروى الأمام أحمد في مسنده من حديث أبي بكرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( ما من ذنب أحرى أن يعجل الله تبارك وتعالى العقوبة لصاحبه في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم ) >[4] .
وعـن عـبـد الله بن عـمـرو بن العـاص، رضـي الله تعـالى عنـهـمـا، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن، عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم، وأهليهم، وما ولوا ) >[5] .
والأحاديث النبوية الشريفة عن الظلم كثيرة، ويصعب حصرها، وهي جميعا تؤكد حرمته وخطورته في كل زمان ومكان.
[ ص: 62 ]