رفض القرآن الكريم في آيات كثيرة كل علاقات التبعية والظلم والخضوع بين الأفراد، أيا كان شكلها أو صورتها، وذلك لأنها تعمل على إنتاج الظلم وتكريس ثقافة الخضوع والطغيان، وتشكيل مجتمعات الكراهية، التي تتسم باستشراء الظلم والفساد، الذي أشار إليه الكتاب العزيز، وسجله في حوار بليغ ورائع بين المستكبرين وهم الظلام من جهة والمستضعفين وهم الجهال من جهة أخرى، وذلك من أجل إقناع المسلمين بعدم اتباع الطغاة والاستسلام [ ص: 150 ] لهم، لخلق وتعزيز روح الرفض والصد في المجتمع لكل طاغية، لأنه في النهاية بشر لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، فكيف لمن يتبعونه؟