ظاهرة التطرف والعنف (من مواجهة الآثار إلى معالجة الأسباب) [الجزء الأول]

نخبة من الباحثين

صفحة جزء
خلاصة

يتبين مما تقدم أن الاستبـداد باب فسيـح يفـضي إلى التـطرف، وأن الاستبـداد الفـكري هو أحد أشـد أنواع الاسـتبداد التي تفـضي إليه، إذ أن هذا الاسـتبداد يقتضي أن يتشكل العقل في طريقة تفكيره على هيئة ينتـهي فيها إلى الأخذ بالرأي الواحد المحدد سلفا من قبل المسـتبد لغرض أو لآخر من الأغراض، واعتباره الحق الذي لا حق غيره.

ومواجهـة هذا التطرف الذي يتولد من الاستبداد الفكري لا تكون إلا بتحرير الفـكر في بحثه عن الحقيقة من التوجيه المستبد، وذلك بتربيته على أن يتشكل بحيث يتعامل مـع مظـان الحقيقة بحركة حرة غير موجهة إلا بما تقتضيه المعطيات الموضوعية لمناط البحث، وحينئذ فإنه سوف ينتهي إلى تقبل (الآخر) المخالف نفسيا ومعرفيا، معترفا بحقه في الوجود، ومتعاملا معه بالحوار من أجل الوصول إلى الحقيقة والاستفادة منها، وذلك عنوان الاعتدال والوسطية، وذلك بدل الرفض والإلغاء والنفي الناشئة من الاستبداد والتي هي عنوان الغلو والتطرف.

والله ولي التوفيق. [ ص: 58 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية