حضارة الرحمة
وسعيا منا لاستكمال الصورة، بعد أن تكلمنا عن فلسفة الحضارة الغربية وكيف أن جدليتها قائمة على فكرة الصراع، وأتينا لذلك بالأدلة من عالم أفـكارها، كما أتينا على فتح نوافـذ للإطـلالة منـها على ممارساتـها أو عالم أشيائـها وأفكارها على حد سواء، قد يكون من المفيد بعد هذا أن نحاول في المقابل، وبقدر ما يسمح به المجال، أن نأتي على ذكر فلسفة الحضارة الإسلامية، أو ما يمكن اعتباره فلسفة النبوة الخاتمة، التي انتهت إليها أصول النبوات في الحضارة والتاريخ الإنساني؛ إضافة إلى بعض التجليات العملية، التي طبقت في عالم الناس ولا تزال حتى يومنا هذا، على الرغم من حالة التخلف والتراجع التي يعيشها المسلمون اليوم، وكيف أنهـا ما تزال تغري إنسان الحضارة المعاصرة، على مختلف مواقعه في السلم الحضاري، باعتناق قيمها والإيمان بها والإعجاب بقيمها ومعطياتها، من أدنى المجتمعات في السلم الحضاري إلى أرقاها في المستوى المادي، هذا على الرغم أيضا من صور التشويه والتزييف والمواجهة التي يمارسها أعداء الإسلام.
التالي
السابق