- سمات حضارية:
وعلى العموم يمكن القـول: بأن حضارة الإسلام وفلسفته، أو قيم الإسلام في الكتاب والسنة:
- تهـدف إلى إلحـاق الرحمـة بالعالمين:
( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (الأنبياء:107).
- تمثل المشترك الإنساني لعطاء النبوة المديد:
( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ... ) (الشورى:13)،
( اليوم أكملت لكم دينكم ) (المائدة:3).
- تؤمن بالتنوع البشري كحقيقة بشرية كونية، كما تؤمن بالاختلاف:
( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين *
إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) (هود:118-119).
[ ص: 173 ]
- تؤمن بالتعايش والتعاون والتكامل بين الحضارات والثقافات
( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) (الحجرات:13).
- تعترف بـ(الآخر) وتعتبره مواطنا في مجتمعها ومحل الحوار والمناقشة والمثاقفة والدعوة، وتدعوه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجادله بالتي هي أحسن، وتحترم مواطنته:
( ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة ) >[1] .
ولا أدل على ذلك من أن الكـثير من الفلاسفـة والمفكرين في حضارة الغرب اليوم، من الداعين إلى الحوار بين الحضارات، يحاولون استلهام روح جامعة قرطبة الأندلسية التسـامحية عندما كان الحكم الإسـلامي في إسبانيا (في القارة الأوروبية) كأنموذج للتعايش، بينما أقامت قيادة ما يسمى بحروب الاسترداد، التي أعقبت الحكم الإسلامي، المحارق ومحاكم التفتيش، ومارست التعذيب والحرق والتهجير لكل مغاير في الدين والمذهب.
- تقدم الأمـن والحمـاية والبر والعـدل للآخرين، الذين لم يتعرضوا للمسلمين بالأذى والاعتداء:
( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) (الممتحنة:8).
[ ص: 174 ]
- تقدم الحماية والأمن للمستجير واللاجئ والمحتمي بالمسلمين، وتؤمن له الوصول إلى مأمنه:
( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ) (التوبة:6).
- تؤمن بحرية الاختيار وكرامة الإنسـان واحترام إرادته:
( لا إكراه في الدين ) (البقرة:256).
- تؤمن بالأخوة الإنسانية:
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) (الحجرات:13).
- تؤمن أن الإنسانية منحدرة من أصل واحد:
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) (النساء:1).
- لا تشرع الـقتال والمواجهـة إلا لرد الاعتداء:
( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) (البقرة:190).
- تستـشعر بالمسـؤولية تـجـاه الكون والإنسان والحيوان والحياة:
( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) (الأنعام:38)،
( دخلت امرأة النار في هرة (والهرة من السباع) ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا ) >[2] .
[ ص: 175 ]
- تعتبر المرأة شريكة الرجل في بناء الحياة، فهي تمتلك الأهلية الكاملة كما تمتلك حرية الإرادة واختيار الزوج وإبرام عقد الزواج، ولها حق الخلع والافتراق، كما لها حق المشورة في إدارة شـؤون الأسـرة، لا يجوز عضلها
( ولا تعضلوهن ) (النساء:19)، ولا إكراهها في داخل الأسرة:
( فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ... ) (البقرة:233).
- وتقرر بأن المرأة محل للتكاليف الشرعية والاضطلاع بالوظائف الاجتماعية وأهلية الموالاة في السياسة والإدارة والحسبة:
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) (التوبة:71)، وتؤمن وتدافع وتناصر وتبايع وتهاجر... إلخ:
( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن ) (الممتحنة:10).
- تعتمد معيار أن الأكرم هو الأتقى:
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (الحجرات:13).