- الأخوة في الدائرة العـالمية: الإنسـان أخـو الإنسان، وفي الدائرة الإيمـانية وبنـاء الأنمـوذج المنفتح المثـير للاقتداء ( إنما المؤمنون إخوة ) ، ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) >^[1] .

- العدل حتى مع الخصوم، ذلك أن غيابه على المسـتوى السياسي والاجتمـاعي هو فتـيل العنف والتطرف: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) (النحل:90)، ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) (المائدة:8)، ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) (الأنعام:152).

- الإحسان، وهو مرتبة فوق مرتبة العدل، حيث العدل يعني إتاحة تكافؤ الفرص وإعطاء كل ذي حق حقه، بينما الإحسان يعني ألا نكتفي بإعطاء الناس حقوقهم بل نتنازل لهم عن بعض حقنا: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ) >^[2] .

- الرحمة: وهي الغاية، التي جاءت من أجلها الشريعة: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) . [ ص: 177 ]

- العفو: ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) (الأعراف:199)، ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) >^[3] .

- الإيثار: وهو تفضيل الآخر على النفس: ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) (الحشر:9).

- الحب: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) >^[4] .

- المساواة: ( الناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب ) >^[5] .

- الدفـع بالتي هي أحسـن، ومعالجـة العـداوات والاعتـداءات بالإحسان: ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) (فصلت:34).

- الاعتراف بـ (الآخر) ومجادلته بالتي هي أحسن: ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) (العنكبوت:46).

- الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) (النحل:125). [ ص: 178 ]

- اعتماد الحوار والتزام أدب المعرفـة: ومحاولة الانطلاق من أرض متجانسة، وبناء المشترك الإنساني: ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) (آل عمران:64).

وهكذا، فإن الاستقراء في ذلك يطول ويطول، لكن ما أتينا على ذكره هو نماذج ونوافذ للإطلالة منها على حضارة الإسلام وثقافته، وهي ليست قيـما خيالية مثالية عصية عن التطبيـق، وإنـما هـي نماذج للاقتـداء، حفلت بـها مسـيرة الحضـارة الإسـلامية في كل عصورها، تضيق وتتسع لكنها لم تنقطع، لتكون دليلا على خلود الإسلام وقدرته على الإنتاج الحضاري في كل زمان ومكان وإنسان.