تجلية المفاهيم
- مفهوم البلاغة:
تعبر لفظـة البلاغـة في المعـاجم العربية على وصـول الشيء أو إيصاله إلى غايته ونـهايته، تقـول: بلغ الشـيء يبلغ بلوغا وبلاغا: إذا وصـل وانتهى إلى غايتـه، وتقـول: أبلغت الشيء إبلاغا وبلاغا، وبلغته تبليغا، إذا أوصلته إلى مراده ونهايته، والبلاغة هي الفصاحة
>[1] . أما عند اللغويين القدامى فهي: مطابقة الكلام لمقتضى حال من يخاطب به، مع فصاحة مفرداته وجمله، وإصابته مواقع الاقتناع من العقل، والتأثير من القلب
>[2] ، أي هي سبيل الإقناع والإمتاع أيضا. ومن هذا حدد على الجارم ومصطفى أمين، مفهوم البلاغة بأنـها: "تأديـة المعـنى الجليل واضـحا بعبارة صحيحة فصيحة، لها في النفس أثر خـلاب، مع ملاءمة كل كلام للموطن، الذي يقال فيه، والأشخاص الذين يخاطبون"
>[3] .
وعلى هذا الأساس، فالبلاغة تجد مكانها في مختلف الحقول المعرفية، الأمر الذي يعني أن لها علاقة وطيدة بالنص الأدبي في شتى مظاهره الفنية والتعبيرية، وأنها وسيلة وذريعة في اكتناه أسرار البيان وتذوق جمالياته
>[4] ، كما أنها مدخل
[ ص: 25 ] لعلوم الآلة في تحليل النص، ومعرفة المقاصد والأغراض، وكيف أبان المتكلم عنها، وكيف يهتدي الدارس البلاغي إلى سرها
>[5] ؛ والعمدة في إدراك البلاغة هو الذوق والإحساس الروحاني
>[6] .