المبحث الثالث: حائط البراق الشريف:
يقع حائط البراق الشريف غربي المسجد الأقصى المبارك، ويشكل امتدادا للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ويعرف باسمه هذا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ربط البراق ليلة الإسراء والمعراج بجوار هذا الحائط.
يبلغ طول الحائط حوالي 48 مترا، وارتفاعه حوالي 17 مترا فاصلا حارة المغاربة عن المسجد الأقصى المبارك، وقد دخل هذا الحائط في وقف أبي مدين الغوث الحفيد، كما أنه يعد جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك.
وقد كان أمام هذا الحائط قبل سنة 1967م، رصيف طوله 3,35 مترا وعرضه 3,35 مترا، كان يقف عليه اليهود للصلاة منذ فترة غير طويلة، ولما حاولوا إحداث تغيير على وضع الرصيف وإحضار كراسي وأدوات أخرى تفجرت ثورة عارمة في فلسطين في سنة 1929م عرفت بثورة البراق؛ ولهذا السبب اقترحت الحكومة البريطانية على لجنة الانتداب الدائم التابعة لعصبة الأمم تعيين لجنة دولية لدراسة هذه القضية والتحقيق في ادعاء اليهود بملكية حائط البراق.
عينت اللجنة الدولية في أيار، سنة: 1930م، وقضت اللجنة في تقريرها في كانون الأول، سنة: 1930م، أنه "للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي للبراق الشريف، ولهـم وحـدهم الحـق العيـني فيـه لـكونه يؤلـف جزءا لا يتجزأ من ساحة الحرم القدسي الشريف، التي هي من أملاك الوقف، [ ص: 115 ] وللمسلمين أيضا تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفا حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهة البر والخير".
لقد حولت سلطات الاحتلال هذا الحائط بعد تدمير حارة المغاربة في سنة: 1967م، إلى حائط للبكاء، وعرف لديهم بحائط المبكى، ثم قامت بتوسيع الرصيف المقابل للحائط وتحويل ما تدمر من آثار حارة المغاربة إلى ساحة تعرف اليوم بساحة المبكى.
وتذكر الموسوعة اليهودية أن الحائط الغربي - حائط البراق - قد أصبح جزءا من التقاليد الدينية اليهودية منذ سنة 1520م، نتيجة لهجرة اليهود من الأندلس وبعد الفتح العثماني للقدس وفي ذلك اعتراف من اليهود أن هذا الحائط لم يكن مقدسا لدى اليهودية قبل ذلك التاريخ.
التالي
السابق