المبحث الأول: لماذا التركيز على القدس؟
لأنـها مـدينـة المـدائن، وقـدس الأقداس بالنسبة للمسلمين، وفيها المسجد الأقصى، وكلها وقف إسلامي، ولما لها من مكانة في قلب كل مسلم على ما بيناه سابقا.
والحق أن المخيلة اليهودية قد أضفت على القدس جمالا منقطع النظير حتى قيل في التلمود: "لقد من الله على العالم بعشر حفنات من الجمال،
[ ص: 181 ] أهدى تسعا منـها إلى أورشليـم، والباقي إلى سـائر العـالم"
>[1] . واعتاد الصهـاينة اليهـود في صلواتـهم التوجـه إليها وترديد هذا القسم: "إذا نسيتك يا أورشليم نسيت يميني، وليلتصق لساني بحلقي إذا لم أذكرك، وإذا لم أزر القدس في أفراحي"
>[2] .
هذا، وأن لليهود الصهاينة استراتيجية من أجل تهويد القدس، وهدم المسجد الأقصى، بل وتفسر الحفريات للبحث عن الهيكل المزعوم جزءا من التخطيط الإسرائيلي لهدم المسجد الأقصى ويشيد الهيكل مباشرة على أنقاضه. وتكون مدينة القدس مدينة واحدة ذات أغلبية يهودية وأن يكون العرب أقلية لا غير.