المبحث الثالث
أهم دلائل النبوة على إدراك الواقع
احتـل الواقـع مكانة كبيرة في السنة النبوية المشرفة، ولعل السبب أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مبينا بقوله وفعله. وكان من تمام البيان قيام النبي صلى الله عليه وسلم بأدوار مختلفة في الحياة، فكان رئيسا للدولة، ومتولي السلطات، والمحتسب، وقائد الجيش، والقاضي، والمفتي، وكان إمام الصلاة
>[1] ، إذن أحوال تختلف ويختلف التعامل مع من يتعامل معه بحسب اختلاف أحوالهم؛ ولهذا فهو لا يستطيع القيام بهذه الوظائف إلا بتمام إدراكه للواقع.
وأحاول فيما يأتي إلقاء الضوء على أهم الدلائل على تمام إدراك النبي صلى الله عليه وسلم لواقعه المعيش كأجوبته المختلفة للسؤال الواحد المتكرر، مراعاة منه صلى الله عليه وسلم لحال المستفتين، وكذا كشفـه صلى الله عليه وسلم لمهارات وقدرات من حـوله من الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، حتى يستفيد بهم من وراءهم، وكذا اهتمامه بالدبلوماسية وإيفاد الرسل واستقبالهم أفضل استقبال ...الخ.
وفيما يأتي تفصيل ما سبق:
[ ص: 52 ]