ومن أعظم الآثار المحمودة للعمل الخيري:
- كسب الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
- التآلف والتحابب بين الناس.
- التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع.
( من نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن يسـر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.. ) >[1] .. ومن ذلك أيضا:
( ... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله... ) >[2] .
في هـذا الحديث فضل صدقة السر، قال العلماء: وهذا في صدقة الـتـطـوع، فالسـر فـيـهـا أفـضـل لأنه أقرب إلى الإخـلاص وأبعد من الرياء، وأما الزكاة الواجبة فإعلانها أفضل.. وذكر اليمين والشمال مبالغة في الإخفاء والاستتار بالصدقة، وضرب المثل بـهمـا لقرب اليمين من الشـمال، وملازمتها لها، ومعناه: لو قدرت الشمال رجلا متيقظا لما علم صدقة اليمين، لمبالغته في الإخفاء
>[3] .
[ ص: 155 ]
وفي ختام هذا المبحث، يمكن القول:
إن العمل التطوعي لم يعد أسلوبا جديدا في حياتنا، بل هو نزعة إنسانية، جاءت مع بروز الكون، حيث خص الله بعضا من عباده ليقضوا حـوائج الناس، وهم بـهذه النـزعة المتجذرة في وجدانـهم يكرسون حياتـهم من أجل العطاء والبذل دون مقابل مادي، وإن مثل هذا العمل المبني على السلوك الحميد والمرتبط بمكارم الأخلاق والإحسان، يعيش في وجدان الصغير والكبير، وأن هناك أحـاسـيس يقـظـة تدعو بعـض البشر إلى المسارعة لمثل هذا العمل.
فإن الوازع الديني هو من الدوافع الملحة في المسارعة لممارسته، والقيام على أعلى وجه ممكن في سبيل إسعاد الآخرين، وإذا كانت هذه هي مشاعر الكبار فإن مسؤولية تحفيز الصغار مسؤولية الأسرة في المقام الأول، لنقل تلك الخبرات والممارسات الإنسانية لإيجاد جيل العطاء الإنساني، من خلال التنشئة الأسرية الصحيحة.
فمن المفيد جدا إيلاء أهمية أوسع وأعمق بالعمل التطوعي في مجال التوعية، وجعل التطوع ثقافـة قبل أن يكون سـلوكا؛ لأن تدني ثـقافة التطـوع في المجتمعات العربية والإسلامية تشكل عائقا كبيرا يحد من فاعليته، بل ومن أبرز المعوقات، التي تواجه العمل التطوعي بوجه عام.
[ ص: 156 ]