- تفعيل العمل التطوعي على مستوى الفرد:

ومن أهم أساليب تفعيل العمل التطوعي على مستوى الفرد:

- اختيار الثقات والمحبوبين للناس في مجلس إدارة الجهة الخيرية.

- أسـلوب عرض أهداف وأعمال الجـهـة الخيرية متـوافقا مع المستجدات الحديثة.

- الترغيب بالأجر والثواب عند الله، وانعكاس ذلك في البركة في وقته وماله، والتسهيل له وعدم التعسير عليه.

وعلى الإنسـان أن يسـعى ويبذل لنفسـه ولغيـره ولا يتكل، فكل ميـسر لما خلق له، كما ورد في الحديث عن علي رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض، فقال: ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار، ومقعده من الجنة ) قالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا، وندع العمل؟ قال: ( اعملوا، فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة ) ثم قرأ: ( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى ) (الليل:5-6). [ ص: 183 ]

لما أخبر صلى الله عليه وسلم عن سبق الكائنات، رام من تمسك بالقدر أن يتخذه حجة في ترك العمل، فأعلمهم أن هنا أمرين لا يبطل أحدهما بالآخر: باطن وهو العلة الموجبة في حكم الربوبية، وظاهر وهو العلامة اللازمة في حق العبودية، وإنما هي أمارة مخيلة في مطالعة علم العواقب، غير مقيدة حقيقة، فبين لهم أن كلا ميسر لما خلق له، وأن عمله في العاجل دليل على مصيره في الآجل، ولذلك مثل بالآيات: ( فأما من أعطى واتقى ) .... (الليل:5).

ونظير ذلك الرزق مع الأمر بالكسب، والأجل مع الإذن في العاجلة.

- إبراز النتـائج العملية للعمل الخيري.. ومن النتائج العملية الإحسـان إلى الناس، وإصـلاح ذات البين، والترغيب فيها، واجتناب الإفسـاد فيها؛ لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين.

- توثيق العمل الخيري من أهل الفضل والعلم والمكانة.

- إتقان العمل.

- وضوح الأهداف والمهام لدى المتطوع.

- إعداد ملف شامل لكل راغب في التطوع يشتمل على معلومات شاملة عن المنشأة.

- حسن استقبال المتطوعين، واختيار من يقوم بمهمة استقبال المتطوعين، ممن يتوفر على اللباقة وحسن الكلام وجمال الأسلوب ولطافة المعشر وبشاشة الوجـه: ( من يحرم الرفق، يحرم الخير ) >^[1] .. [ ص: 184 ]

وفي رواية أخرى: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" >^[2] ..

ففي هذه الأحاديث فضل الرفق، والحث على التخلق بالأخلاق الحسنة، وذم العنف، فالرفق يسبب كل خير >^[3] .. ( من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير ) >^[4] .

- مخاطبة المتطوعين ببرامج معدة كل على حسبه، (وذلك برسم برنامج استقبال متكامل على حسب فئات ومكانة المتطوعين).

- فـهـم شخـصـيـة المتـطوع، ومعرفة أحواله، ومراده، ونفسيته، وتخصصه، وميوله.

- إيجاد عمل يناسب تخصص المتطوع وميوله ووقته المتطوع به.

- الثقة بالمتطوع، ومن ذلك اسـتشارته والأخذ برأيه الصائب، وإشـراكه في الاجتماعات.

- تكرار تذكير المتطوع وتحفيزه بفضل عمله وأهمية جهده.

- نسبة العمل إلى المتطوع.

- استيعاب المتطوع، وسعة الصدر له، والابتسامة في وجهه، والاستماع إليه. [ ص: 185 ]

فيتكلف معاشرتهم بالمجاملة في المعاملة وغيرها من نحو طلاقة وجه، وخفض جانب، وتلطف وإينـاس، وبذل ندى، وتحمل أذى، فإن فاعل ذلك يرجى له في الدنيا الفلاح، وفي الآخرة الفوز بالنجاة والنجاح >^[5] .

عن عبد الله بن المبارك أنه وصف حسن الخلق فقال: "هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى" >^[6] .

- غض الطرف عن زلات المتطوع، ومعالجتها بأسلوب حسن.

- موافات المتطوع بالتقارير المفصلة عن آثار تطوعه، والثناء والشكر والدعاء له.

والشكر أولا على نعم الله، وذلك من سمات المسلم ؛لأن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر.

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : "أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) >^[7] ، معناه هذه البشرى المعجلة بالخير، وهي دليل على رضا الله تعالى عنه، ومحبته له، فيحببه إلى الخلق، كما سبق في الحديث، ثم يوضع له القبول في الأرض، هكذا إذا حمده الناس من غير تعرض منه لحمدهم، وإلا فالتعرض مذموم >^[8] ، أي للاقتداء به أو لفرحه بالطاعة وظهورها منه، وقال بعض العلماء: إذا اطلع عليه [ ص: 186 ] فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله فتكون له مثل أجورهم >^[9] . وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسـلام سـنة حسـنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها... ) >^[10] .

وفي الحـديث حث على ابتكار منـاهج الخـير، واختراع ما تجود به القرائـح المبدعة من صـور العمران والإصـلاح والتجديد في العلم والعمل.

ومن مزايا الإسلام، أنه دعا إلى العمل في الحياة وعمارتها، والاستمتاع بطيباتها، ولم ير في ذلك مناقضة للسعي لعمارة الآخرة والاستعداد لها، بل دعا إلى سعادة الدارين وامتلاك الحسنتين: ( ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) (البقرة:201).

ومبدأ المكارم والمحاسن في الدنيا هو: طهارة النفس بالتعلم واستعمال العفة والصبر والعدالة.. ونهايتها: التخصص بالحكمة والجود والحلم والإحسان.

وأما عمارة الأرض، فالقيام بما فيه تزجية لحياة الناس وصلاح معاشهم. والإنسان الواحد من حيث إنه لم يكف أمر معاشه بانفراده في مأكله وملبسه ومسكنه، ولم يكن له سبيل إلى ثباته في الدنيا إلا بما يسد جوعته ويستر عورته ويقيه من الحر والبرد، لم يكن له بد من تحصيل ذلك من الوجه المباح له، ولذلك قال تعالى: ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ) (طه:118). [ ص: 187 ]

وهذا ما مضى عليه الصحابة والمسلمون في القرون الأولى.. نجد الصحابة فعلوا أشياء لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ، اقتضاها تطور الحياة في زمنهم، ووجدوا فيها الخير والمصلحة للأمة، ولم يتقدم بها أمر ولا نظير، مثل كتابة المصاحف، وجعل الخلافة شورى، وغير ذلك مما استدل به الأصوليون على حجية المصلحة المرسلة... وترجموا علوم الأمم الأخرى فاقتبسوا منها، وعدلوا فيها وأضافوا إليها، ونبغ منهم أعداد كثيرة في علوم الطب والفلك والفيزياء والكيمياء.. وغير ذلك من أنواع المعارف والعلوم >^[11] .

- إيجاد مكتب خاص يهتم بالمتطوعين وتقديم الخدمات اللازمة لهم.

- ينبغي أن يتمتع القائم على مكتب التطوع بنفسية إسفنجية يمتص جميع الصدمات ويتحمل الأخطاء.

- تدوير المسؤوليات الإدارية والفنية بين القائمين على الجهة الخيرية.