109 - مسألة :
والحق من الأقوال في واحد منها وسائرها خطأ . وبالله تعالى التوفيق . قال الله تعالى : {
فماذا بعد الحق إلا الضلال } وقال تعالى : {
ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } وذم الله الاختلاف فقال {
ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا } وقال : {
ولا تنازعوا فتفشلوا } وقال : {
تبيانا لكل شيء } فصح أن الحق في الأقوال ما حكم الله تعالى به فيه ، وهو واحد لا يختلف ، وأن
[ ص: 89 ] الخطأ ما لم يكن من عند الله عز وجل . ومن
ادعى أن الأقوال كلها حق وأن كل مجتهد مصيب ، فقد قال قولا لم يأت به قرآن ولا سنة ولا إجماع ولا معقول ، وما كان هكذا فهو باطل ، ويبطله أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9554إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر } فنص عليه الصلاة والسلام أن المجتهد قد يخطئ . ومن قال : إن الناس لم يكلفوا إلا اجتهادهم فقد أخطأ ، بل ما كلفوا إلا إصابة ما أمر الله به قال الله عز وجل : {
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء } فافترض عز وجل اتباع ما أنزل إلينا وأن لا نتبع غيره وأن لا نتعدى حدوده ، وإنما أجر المجتهد المخطئ أجرا واحدا على نيته في طلب الحق فقط ، ولم يأثم إذا حرم الإصابة ، فلو أصاب الحق أجر أجرا آخر كما قال عليه السلام {
أنه إذا أصاب أجر أجرا ثانيا } .
حدثنا
عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ، أخبرنا
إبراهيم بن أحمد الفربري حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدثنا
عبد الله بن يزيد المقري حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15784حيوة بن شريح حدثنا
يزيد بن عبد الله بن الهاد عن
محمد بن إبراهيم بن الحارث عن
nindex.php?page=showalam&ids=15527بسر بن سعيد عن
أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=47439إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر } . ولا يحل الحكم بالظن أصلا لقول الله تعالى : {
إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا } ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12908إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث } وبالله تعالى التوفيق .