2172 - مسألة :
السجن في التهمة ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رضي الله عنه : قال قوم : بالسجن في التهمة ؟ واحتجوا : بما ثنا
أحمد بن قاسم ثنا أبي
قاسم بن محمد بن قاسم ثنا جدي
nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ثنا
محمد بن أبي العوام ثنا
أحمد بن حاتم الطويل ثنا
إبراهيم بن خثيم بن عراك عن أبيه عن جده عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48058أن النبي صلى الله عليه وسلم حبس في تهمة احتياطا ، أو قال : استظهارا : يوما وليلة } .
وبه - إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح حدثني
محمد بن آدم نا
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك عن
nindex.php?page=showalam&ids=15579بهز بن حكيم عن أبيه عن جده {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48059عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حبس في تهمة ، ثم خلى سبيله } .
ومن طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=15579بهز بن حكيم عن أبيه عن جده
معاوية بن حيدة قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48060أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من قومه في تهمة فحبسهم ، فجاء رجل من قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال : يا محمد ، على ما تحبس جيرتي ؟ فصمت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن ناسا يقولون : إنك لتنهى عن الشيء وتستخلي به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما [ ص: 24 ] يقول ؟ فجعلت أعرض بينهما بكلام مخافة أن يسمعها فيدعو على قومي دعوة لا يفلحون بعده ، قال : فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى فهمها ؟ قال : قد قالوها ؟ وقال قائلها منهم : والله لو فعلتها لكان علي وما كان عليهم ، خلوا له عن جيرانه } .
وبه - إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد الأنصاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16560عراك بن مالك قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48061أقبل رجلان من بني غفار حتى نزلا منزلا بضجنان من مياه المدينة ، وعندها ناس من غطفان معهم ظهر لهم ، فأصبح الغطفانيون قد أضلوا بعيرين من إبلهم فاتهموا بهما الغفاريين ، فأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكروا أمرهم ، فحبس أحد الغفاريين ، وقال للآخر : اذهب فالتمس ؟ فلم يكن إلا يسيرا حتى جاء بهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الغفاريين - حسبت أنه المحبوس - استغفر لي ؟ فقال : غفر الله لك يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ولك وقتلك في سبيله ، قال : فقتل يوم اليمامة } .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : وذهب إلى هذا قوم ، كما روينا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : كتب
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز بن عبد الله كتابا قرأته :
إذا وجد المتاع مع الرجل المتهم فقال : ابتعته فاشدده في السجن وثاقا ، ولا تحله بكتاب أحد حتى يأتيه فيه أمر الله تعالى ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : فذكرت ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16568لعطاء فأنكره .
وذهب آخرون - إلى المنع من الحبس بالتهمة ، كما روينا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق نا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : سمعت
عبد الله بن أبي مليكة يقول : أخبرني
عبد الله بن أبي عامر قال : انطلقت في ركب حتى إذا جئنا
ذا المروة سرقت عيبة لي ، ومعنا رجل متهم ، فقال أصحابي : يا فلان اردد عليه عيبته ؟ فقال : ما أخذتها : فرجعت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب فأخبرته ، فقال : من أنتم ؟ فعددتهم ، فقال : أظنها صاحبها للذي أتهم ؟ فقلت : لقد أردت يا أمير المؤمنين أن تأتي به مصفدا ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أتأتي به مصفودا بغير بينة ، لا أكتب لك فيها ، ولا أسألك عنها ، وغضب وما كتب لي فيها ، ولا سأل عنها ، فأنكر
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - أن يصفد أحد بغير بينة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : فنظرنا في ذلك فوجدنا الأحاديث المذكورة لا حجة
[ ص: 25 ] في شيء منها ، لأن
إبراهيم بن خثيم ضعيف ،
nindex.php?page=showalam&ids=15579وبهز بن حكيم ليس بالقوي ، وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=16560عراك مرسل ، ثم لو صح لكان فيه الدليل على المنع من الحبس لاستغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك .
فإن ذكروا حديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48062المرأة الغامدية التي قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهرني ، قال : ويحك ، ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه ، قالت : لعلك تردني كما رددت ماعز بن مالك ، قالت : إني حبلى من الزنى ، قال : أثيب أنت ؟ قالت : نعم ، قال : فلا نرجمنك حتى تضعي ما في بطنك ، قال : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت ، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قد وضعت الغامدية قال : إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه ؟ فقال رجل من الأنصار : إلي رضاعه ، فرجمها } .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : فهذا لا حجة لهم فيه ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجنها ولا أمر بذلك ، لكن فيه : أن الأنصاري تولى أمرها وحياطتها فقط .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : فإن ذكروا قول الله تعالى {
فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا } فإن هذا حكم منسوخ بإجماع الأمة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي رحمه الله : فإذ لم يبق لمن رأى السجن حجة ، فالواجب طلب البرهان على صحة القول الآخر ، فنظرنا في ذلك فوجدنا من قال بسجنه لا يخلو من أحد وجهين : إما أن يكون متهما لم يصح قبله شيء ، أو يكون قد صح قبله شيء من الشر ، فإن كان متهما بقتل ، أو زنا ، أو سرقة ، أو شرب ، أو غير ذلك : فلا يحل سجنه ، لأن الله تعالى يقول {
إن الظن لا يغني من الحق شيئا } .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12908إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث } وقد كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتهمون بالكفر - وهم المنافقون - فما حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أحدا - وبالله تعالى التوفيق .