[ ص: 103 ] مسألة : وأما
صلاة الفرض فلا يحل لأحد أن يصليها إلا واقفا إلا لعذر : من مرض ، أو خوف من عدو ظالم ; أو من حيوان ; أو نحو ذلك ; أو ضعف عن القيام كمن كان في سفينة ; أو من صلى مؤتما بإمام مريض ، أو معذور فصلى قاعدا فإن هؤلاء يصلون قعودا ; فإن لم يقدر الإمام على القعود ، ولا القيام : صلى مضطجعا وصلوا كلهم خلفه مضطجعين ولا بد ، وإن كان في كلا الوجهين مذكرا - يسمع الناس تكبير الإمام - صلى إن شاء قائما إلى جنب الإمام ، وإن شاء صلى كما يصلي إمامه .
فأما الخائف ، والمريض ; فلقول الله تعالى : {
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } ; ولقوله تعالى : {
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } ; ولقوله تعالى : {
وقوموا لله قانتين } فأوجب الله تعالى القيام إلا عمن أسقطه عنه بالنص ; وهذا في الخائف والمريض : إجماع - مع {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48276أنه عليه السلام قد صلى الفريضة قاعدا لمرض كان به ولوث برجله } .
وأما
من صلى خلف إمام يصلي قاعدا لعذر ، فإن الناس اختلفوا فيه ؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ومن قلده : لا يجوز أن يؤم المريض قاعدا الأصحاء - إلا رواية رواها عن
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم موافقة لقول
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : يؤم المريض قاعدا : الأصحاء ، إلا أنهم يصلون وراءه قياما ، ولا بد قال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : ولا يؤم المصلي مضطجعا لعذر : الأصحاء أصلا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15858أبو سليمان وأصحابنا : يؤم المريض قاعدا : الأصحاء ، ولا يصلون وراءه إلا قعودا كلهم ، ولا بد ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وبهذا نأخذ إلا فيمن يصلي إلى جنب الإمام يذكر الناس ويعلمهم تكبير الإمام ; فإنه مخير بين أن يصلي قاعدا وبين أن يصلي قائما .
[ ص: 104 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : فنظرنا هل جاء في هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان ؟ فوجدنا ما حدثناه
عبد الرحمن بن عبد الله ثنا
إبراهيم بن أحمد الفربري ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ثنا
عبد الله بن يوسف ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن
ابن شهاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12476إنما جعل الإمام ليؤتم به } وذكر كلامه عليه السلام وفيه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=39475، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون } .
حدثنا
عبد الله بن يوسف ثنا
أحمد بن فتح ثنا
عبد الوهاب بن عيسى ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12282أحمد بن محمد ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12277أحمد بن علي ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد ثنا
المغيرة الحزامي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12477إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال : سمع الله لمن حمده ؟ فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون } .
وبه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة وأبو الربيع الزهراني وأبو كريب هو محمد بن العلاء ومحمد بن عبد الله بن نمير ، قال
أبو بكر : واللفظ له : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة بن سليمان ، وقال
أبو الربيع : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، وقال
أبو كريب : ثنا
عبد الله بن نمير ; وقال
محمد بن عبد الله : ثنا أبي ، ثم اتفقوا كلهم : عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48277اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فصلوا بصلاته قياما ; فأشار إليهم : أن اجلسوا ؟ فجلسوا فلما انصرف قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا [ ص: 105 ] صلى جالسا فصلوا جلوسا } .
وروينا أيضا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13519اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يسمع الناس تكبيره ، فالتفت إلينا فرآنا قياما ، فأشار إلينا فقعدنا فصلينا بصلاته قعودا فلما سلم قال : إن كدتم آنفا تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود ؟ فلا تفعلوا وائتموا بأئمتكم إن صلى قائما فصلوا قياما ، وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا } ، ورواه أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم ،
nindex.php?page=showalam&ids=17257وهمام بن منبه ،
وأبو علقمة وأبو يونس كلهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . ورويناه أيضا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة ومن طريق
الأسود عنها فصار نقل تواتر ; فوجب للعلم ; فلم يجز لأحد خلاف ذلك ؟ .
فنظرنا فيما اعترض به المالكيون في منعهم من صلاة الجالس لمرض أو عذر للأصحاء ، فلم نجد لهم شيئا أصلا ، إلا أن قائلهم قال : هذا خصوص للنبي صلى الله عليه وسلم واحتجوا في ذلك بما رويناه من طريق
جابر الجعفي عن
الشعبي ، ومن طريق
nindex.php?page=showalam&ids=13055عبد الملك بن حبيب عمن أخبره عن
nindex.php?page=showalam&ids=16878مجالد عن
الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48278لا يؤمن أحدكم بعدي جالسا } ؟
[ ص: 106 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وهذا لا شيء .
أما قولهم : إن هذا خصوص لرسول الله صلى الله عليه وسلم فباطل ; لأن نص الحديث يكذب هذا القول ; لأنه عليه السلام قال فيه : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48279إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا } فصح أنه عليه السلام عم بذلك كل إمام بعده بلا إشكال .
وقوله تعالى : {
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } تكذيب لكل من ادعى الخصوص في شيء من سننه وأفعاله عليه السلام ، إلا أن يأتي على دعواه بنص صحيح أو إجماع متيقن ؟ .
وأما حديث
الشعبي فباطل ; لأنه رواية
جابر الجعفي الكذاب المشهور بالقول برجعة
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه ؟
nindex.php?page=showalam&ids=16878ومجالد وهو ضعيف ، وهو مرسل مع ذلك . ومن العجب أن المالكيين يوهنون روايات أهل
الكوفة التي لا نظير لها ، ولا يجدون في روايات أهل
المدينة أصح منها أصلا ; فما نعلم لأهل
المدينة أصح من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن
منصور عن
إبراهيم عن
الأسود ،
وعلقمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17073ومسروق عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب [ ص: 107 ] nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة أم المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود : ثم لا يبالون هاهنا بتغليب أفتن رواية لأهل
الكوفة وأخبثها على أصح رواية لأهل
المدينة ،
كالزهري عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ،
nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ،
وعبيد الله بن عبد الله عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11863وأبي الزناد عن
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15959وسالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه ، كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وما بعد هذا عجب وأعجب من ذلك أنهم يقولون : إن أفعاله عليه السلام كأوامره ، ثم لم يبالوا هاهنا بخلاف آخر فعل فعله عليه السلام فإن آخر صلاة صلاها عليه السلام بالناس قاعدا ، كما نذكر بعد هذا إن شاء الله تعالى ؟ فإن قالوا : إن صلاة القاعد ناقصة الفضل عن صلاة القائم ، فكيف يؤم الصحيح ؟ قلنا : إنما يكون ناقص الفضل إذا لم يقدر على القيام ، أو قدر عليه ففسح له في القعود ، وأما إذا افترض عليه القعود فلا نقصان لفضل صلاته حينئذ ، ثم ما في هذا مما يمنع أن يؤم الأنقص فضلا من هو أتم فضلا في صلاته منه ؟ وقد علمنا أن لا صلاة لأحد أفضل من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ائتم
بأبي بكر ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وبعبد الرحمن بن عوف ، وهما أنقص صلاة منه بلا شك ؟ وقد يؤم عندكم المسافر - وصلاته ركعتان - هذا المقيم - وفرضه أربع ; فلم أجزتم ذلك ومنعتم هذا ؟ لولا التحكم بلا برهان فسقط هذا القول - ، ولله تعالى الحمد .
ثم رجعنا إلى قول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة ، فوجدناهم يدعون أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة جلوسا خلف الإمام الجالس لعذر ، أو مرض منسوخ ، فسألناهم : بماذا ؟ فذكروا ما حدثناه
عبد الله بن يوسف ثنا
أحمد بن فتح ثنا
عبد الوهاب بن عيسى ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12282أحمد بن محمد ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12277أحمد بن علي ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج ثنا
أحمد بن عبد الله بن يونس [ ص: 108 ] ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17170موسى بن أبي عائشة عن
عبيد الله بن عبد الله عن {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48280عتبة قال : دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين فسألتها عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت الخبر ; وفيه : عهده صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بالصلاة ، وأن أبا بكر صلى بالناس تلك الأيام ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين ، أحدهما nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ، لصلاة الظهر ، وأبو بكر يصلي بالناس ، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر ، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم : أن لا يتأخر ، وقال لهما : أجلساني إلى جنبه ، فأجلساه إلى جنب أبي بكر ، وكان أبو بكر يصلي ، وهو قائم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر ، والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد } فذكر
عبيد الله بن عبد الله أنه عرض هذا الحديث على
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فلم ينكر منه شيئا .
وبه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : حدثنا
يحيى بن يحيى ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
إبراهيم النخعي عن
الأسود عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48281لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس فذكرت الحديث - وفيه فلما دخل أبو بكر في الصلاة وجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة ، فقام يهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطان في الأرض ، فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه فذهب يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أقم مكانك فجاء رسول [ ص: 109 ] الله حتى جلس عن يسار أبي بكر . قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسا ، وأبو بكر قائما ، يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر } وبه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : حدثنا
منجاب بن الحارث التميمي أنا
ابن مسهر - هو علي - عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
إبراهيم عن
الأسود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، فذكرت هذا الحديث وفيه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48282كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يصلي بالناس ، وأبو بكر يسمعهم التكبير } .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : فنظرنا في هذا الخبر ، فلم نجد فيه لا نصا ، ولا دليلا على ما ادعوه من نسخ الأمر بأن يصلي الأصحاء قعودا خلف الإمام المصلي قاعدا لعذر ، إذ ليس فيه
[ ص: 110 ] بيان ولا إشارة بأن الناس صلوا خلفه عليه السلام قياما ، حاشا
أبا بكر المسمع الناس تكبيره فقط ; فلم تجز مخالفة يقين أمره عليه السلام بالنقل المتواتر بأن يصلي الناس جلوسا - : لظن كاذب لا يصح أبدا ، بل لا يحل ألبتة أن يظن بالصحابة رضي الله عنهم مخالفة أمره عليه السلام كيف وفي نص لفظ الحديث دليل على أنهم لم يصلوا إلا قعودا وذلك لأن فيه : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48283أن الناس كانوا يقتدون بصلاة أبي بكر } ، وبالضرورة ندري أنهم لو كانوا قياما
وأبو بكر قائم لما اقتدى بصلاته إلا الصف الأول فقط ; وأما سائر الصفوف فلا ; لأنهم كانوا لا يرونه ; لأن الصف الأول يحجبهم عنه ، والصفوف خلفه عليه السلام كانت مرصوصة ، لا متنابذة ، ولا متقطعة ، فإذ في نص الخبر ، ولفظه : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48284أنهم كانوا يقتدون بصلاة أبي بكر } ، فهذا خبر عن جميعهم ; فصح أنهم كانوا في حال يرونه كلهم ، فيصح لهم الاقتداء بصلاته ، ولا يكون ذلك ألبتة إلا في حال قعودهم ; ولا يجوز تخصيص لفظ الخبر ، ولا حمله على المجاز إلا بنص جلي .
ثم لو كان في الحديث نصا : أنهم صلوا قياما - وهذا لا يوجد أبدا - لما كان فيه دليل على النسخ ألبتة ، بل كان يكون حينئذ إباحة فقط ، وبيان أن ذلك الأمر المتقدم ندب ولا مزيد كما قلنا في المذكر : إنه جائز له أن يصلي قاعدا أو قائما ، وفي الصف إن شاء أو إلى جنب الإمام .
[ ص: 111 ] فبطل ما تعلقوا به جملة ، وظهر تناقض
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة في إجازته أن يصلي المريض قاعدا بالأصحاء قياما - ، ومنعه أن يصلي المريض مضطجعا الأصحاء ، ولا فرق في ذلك أصلا ؟ ، وقد اعترض بعض الناس في هذا الخبر بأنه قد روي : أن
أبا بكر كان هو الإمام .
وذكروا ما حدثناه
عبد الله بن ربيع ثنا
محمد بن معاوية ثنا
أحمد بن شعيب أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر ثنا
حميد عن {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48285 nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم : صلى في ثوب واحد متوشحا خلف أبي بكر } .
وبه إلى
أحمد بن شعيب : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى حدثني
بكر بن عيسى قال سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة يذكر عن
نعيم بن أبي هند عن
أبي وائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48286أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف } .
حدثنا
محمد بن سعيد بن نبات ثني
أحمد بن عون الله ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ثنا
محمد بن عبد السلام الخشني ثنا
محمد بن بشار ثنا
بدل بن المحبر ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=17170موسى بن أبي nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48287أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه } ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : ولا متعلق لهم بهذا ; لأنهما صلاتان متغايرتان بلا شك .
؟ إحداهما : التي رواها
الأسود عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ،
وعبيد الله عنها ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، صفتها : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48288أنه عليه السلام إمام الناس ، والناس خلفه ، وأبو بكر رضي الله عنه عن يمينه عليه السلام ، في موقف المأموم ، يسمع الناس تكبير النبي صلى الله عليه وسلم } .
والصلاة الثانية : التي رواها
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق ،
وعبيد الله عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ،
وحميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، صفتها : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48289أنه عليه السلام كان خلف أبي بكر في الصف مع الناس ؟ } فارتفع الإشكال جملة .
وليست صلاة واحدة في الدهر فيحمل ذلك على التعارض ، بل في كل يوم خمس
[ ص: 112 ] صلوات ، ومرضه عليه السلام كان مدة اثني عشر يوما مرت فيها ستون صلاة أو نحو ذلك .
وقد اعترض قوم في هذا الخبر برواية ساقطة واهية ، انفرد بها
nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل - وهو ضعيف - عن
أبي إسحاق عن
أرقم بن شرحبيل - وليس بمشهور الحال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48290أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استتم من حيث انتهى أبو بكر من القراءة } ، قال : وأنتم لا تقولون بهذا ؟ .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : والجواب ، وبالله تعالى التوفيق : أن هذه الرواية المطرحة لا يعارض بها ما رواه مثل
إبراهيم عن
الأسود عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ،
وعبيد الله بن عبد الله عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وأيضا : فلو صح هذا الفعل لقلنا به ولحملناه على أنه عليه السلام قرأ أم القرآن التي لا بد منها والتي لا صلاة لمن لم يقرأ بها ، وإن لم يذكر أنه قرأها كما لا بد من الطهارة ومن القبلة ; ومن التكبير - ، وإن لم تذكر في الحديث - ثم بدأ عليه السلام بالقراءة في السورة من حيث وقف
أبو بكر ، وهذا حسن جدا مباح جيد ؟ .
وأيضا : فإن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها ذكرت : أنها كانت صلاة الظهر ، وهي سر ; فبطل ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل .
[ ص: 113 ] وأيضا : فلو بطل هذا الخبر من صلاته عليه السلام في مرضه الذي مات فيه - : لخلص أمره عليه السلام المصلين خلفه في مرضه - إذ سقط من فرس فوثئت رجله الطاهرة بالقعود ، وبالصلاة خلف الإمام الجالس جلوسا ، الذي رويناه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ، باقيا لا معارض له ، ولا معترض فيه لأحد ، ولله تعالى الحمد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وبمثل قولنا يقول جمهور السلف رضي الله عنهم - : كما روينا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن
nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال :
[ ص: 114 ] الإمام أمين ، فإن صلى قائما فصلوا قياما ، وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا ؟ ، ومن طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد الأنصاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير قال : إن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله كان به وجع فصلى بأصحابه قاعدا وأصحابه قعودا ؟ .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه : أن
nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن الحضير اشتكى فكان يؤم قومه جالسا ؟ .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة : وأخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم أخبرني
قيس بن قهد الأنصاري {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48291أن إماما لهم اشتكى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يؤمنا جالسا ونحن جلوس } .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : فهؤلاء
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر ،
nindex.php?page=showalam&ids=168وأسيد ، وكل من معهم من الصحابة ، وعلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير مسجده ، لا مخالف لهم يعرف من الصحابة رضي الله عنهم أصلا ; كلهم يروي إمامة الجالس للأصحاء ، ولم يرو عن أحد منهم خلاف
nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة وغيره في أن يصلي الأصحاء وراءه جلوسا ؟ ، وروينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : أنه أمر الأصحاء بالصلاة خلف القاعد .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق : ما رأيت الناس إلا على أن الإمام إذا صلى قاعدا صلى من خلفه قعودا ; قال : وهي السنة عن غير واحد ؟ .
وروينا عن
عباس بن عبد العظيم العنبري قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم قال : {
أتينا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد يوما ، وقد صلوا الصبح ، فقال : إنا أحيينا اليوم سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا : ما هي يا أبا إسماعيل ؟ قال : كان إمامنا مريضا ، فصلى بنا جالسا ، فصلينا خلفه جلوسا } .
وبإمامة الجالس للأصحاء يقول
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف ،
والأوزاعي ،
[ ص: 115 ] nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15858وداود وجمهور أصحاب الحديث .
وما نعلم أحدا من التابعين منع من جواز صلاة المريض قاعدا بالأصحاء ; إلا شيئا روي عن
المغيرة بن مقسم أنه قال : أكره ذلك ؟ - وليس هذا منعا من جوازها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15922زفر بن الهذيل : يصلي المريض الذي لا يقدر على القيام ولا على القعود بالأصحاء مضطجعا ; إلا أنه رأى أن يصلوا وراءه قياما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وهذا خطأ ; بل لا يصلون وراءه إلا مضطجعين مومئين ; لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12477إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فلا تختلفوا عليه } وهذا عموم مانع للاختلاف على الإمام جملة ؟ .
وليس في قوله عليه السلام : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48293إذا كبر فكبروا وإذا رفع فارفعوا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا } بمانع من أن يأتموا به في غير هذه الوجوه ; فوجب الائتمام به في كل حال ، إلا حالا خصها نص أو إجماع فقط .
وأما
المريض خلف الصحيح ; فإن الصحيح يصلي قائما ، والمريض يأتم به جالسا أو مضطجعا ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر صلاة صلاها مع الناس في جماعة صلى قاعدا خلف
أبي بكر ،
وأبو بكر قائم ، وذلك بعد أمره عليه السلام بأن لا يختلف على الإمام ؟ .
ولقول الله تعالى : {
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } ; ولقوله عليه السلام : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9510إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم } ، وبالله تعالى التوفيق .