369 - مسألة :
والركوع في الصلاة فرض ،
والطمأنينة في الركوع حتى تعتدل جميع أعضائه ويضع فيه يديه على ركبتيه - : فرض ، لا صلاة لمن ترك شيئا من ذلك عامدا . ومن
ترك ذلك ناسيا ألغاه وأتم صلاته كما أمر ، ثم سجد للسهو ، فإن
عجز عن الطمأنينة والاعتدال لعذر بصلبه أجزأه ما قدر عليه من ذلك ، وسقط عنه ما عجز عنه
والتكبير للركوع فرض ،
وقوله " سبحان ربي العظيم " في الركوع فرض
والقيام إثر الركوع فرض لمن قدر عليه حتى يعتدل قائما
وقول " سمع الله لمن حمده " عند القيام من الركوع فرض على كل مصل ، من إمام أو منفرد أو مأموم لا تجزئ الصلاة إلا به ، فإن كان مأموما ففرض عليه أن يقول بعد ذلك " ربنا لك الحمد " أو " ولك الحمد " وليس هذا فرضا على إمام ولا فذ . وإن قالاه كان حسنا وسنة
وقول المأموم " آمين " إذا قال الإمام { ولا الضالين } فرض ; وإن قاله الإمام فهو حسن وسنة ، ولا يحل للمأموم أن يركع ، ولا أن يرفع ، ولا أن يسجد مع إمامه ولا قبله ; لكن بعده ولا بد ، ومن
قرأ القرآن في ركوعه أو سجوده بطلت صلاته إن تعمد ذلك ; فإن نسي ألغى تلك المدة من سجوده ثم سجد للسهو ، وسجدتان إثر القيام المذكور فرض ; والطمأنينة فيهما فرض ; والتكبير لكل سجدة منهما فرض
وقول " سبحان ربي الأعلى " في كل سجدة فرض ،
ووضع الجبهة والأنف واليدين والركبتين وصدور القدمين على ما هو قائم عليه - مما أبيح له التصرف عليه - : فرض كل ذلك
والجلوس بين السجدتين فرض ; والطمأنينة فيه فرض ; والتكبير له فرض لا
[ ص: 287 ] تجزئ صلاة لأحد بأن يدع من هذا كله عامدا شيئا ; فإن لم يأت به ناسيا ألغى ذلك وأتى به كما أمر ، ثم سجد للسهو ; فإن عجز عن شيء منه لجهل أو عذر مانع سقط عنه وتمت صلاته ، ولا يجزئ السجود على الجبهة ، والأنف : إلا مكشوفين ; ويجزئ في سائر الأعضاء مغطاة ، ويفعل في كل ركعة من صلاته ما ذكرنا برهان ذلك - : ما حدثنا
عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ثنا
إبراهيم بن أحمد البلخي ثنا
الفربري ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ثنا
مسدد ثنا
يحيى بن سعيد ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر حدثني
سعيد المقبري عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=116435أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ; ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه ، وقال له : ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا ; فقال : والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني ، فقال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها } . حدثنا
عبد الله بن ربيع ثنا
عبد الله بن محمد بن عثمان ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12252أحمد بن خالد ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز ثنا
الحجاج بن المنهال ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17258همام بن يحيى ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني
علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه
رفاعة بن رافع {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48568كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل فدخل المسجد فصلى ، فلما قضى صلاته جاء فسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليك ارجع فصل فإنك لم تصل ، فرجع فلما قضى صلاته جاء فسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك ارجع فصل فإنك لم تصل ، فذكر ذلك مرتين أو ثلاثا ، فقال الرجل : لا أدري ما عبت علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه لا تتم صلاة أحدكم [ ص: 288 ] حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله ، ويغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ، ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين ، ثم يكبر الله ويحمده ويمجده ، ويقرأ من القرآن ما أذن الله له فيه وتيسر ، ثم يكبر فيركع فيضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ، ثم يقول : سمع الله لمن حمده ، ويستوي قائما حتى يأخذ كل عضو مأخذه ، ويقيم صلبه ، ثم يكبر فيسجد ويمكن جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ، ثم يكبر فيرفع رأسه ويستوي قاعدا على مقعدته ويقيم صلبه . فوصف الصلاة هكذا حتى فرغ . ثم قال : لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك } .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : التحميد المذكور والتمجيد المذكور هو قراءة أم القرآن . برهان ذلك - : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48569إذا قال العبد في صلاته : { الحمد لله رب العالمين } يقول الله : حمدني عبدي ، وإذا قال : { مالك يوم الدين } قال الله : مجدني عبدي }
حدثنا
عبد الله بن ربيع ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ثنا
أبو داود ثنا
حفص بن عمر ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726سليمان هو الأعمش - عن
عمارة بن عمير عن
أبي معمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود البدري قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30027لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود } . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : تجزئ وإن لم يقم ظهره في ركوعه وسجوده . حدثنا
عبد الله بن ربيع ثنا
محمد بن معاوية ثنا
أحمد بن شعيب ثنا
أحمد بن عمرو بن السرح ويونس بن عبد الأعلى nindex.php?page=showalam&ids=14061والحارث بن مسكين - قراءة عليه واللفظ له - كلهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
nindex.php?page=showalam&ids=16446عبد الله بن طاوس عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=2073أمرت أن أسجد على سبع ولا أكفت الشعر ولا الثياب : الجبهة ، والأنف ، واليدين ، والركبتين والقدمين } . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : إن
وضع جبهته في السجود ولم يضع أنفه ولا يديه ولا ركبتيه أجزأه
[ ص: 289 ] ذلك ، وكذلك يجزئه أن يضع في السجود أنفه ولا يضع جبهته ولا يديه ولا ركبتيه . حدثنا
عبد الله بن ربيع ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ثنا
أبو داود ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام هو الدستوائي - عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
يونس بن جبير عن
حطان بن عبد الله الرقاشي قال لنا
nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11811إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال : إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ، ثم ليؤمكم أحدكم ، فإذا كبر فكبروا وإذا قال : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقولوا : آمين ، يحبكم الله وإذا كبر وركع فكبروا واركعوا ، فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم ، فتلك بتلك ، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد يسمع الله لكم فإن الله قال على لسان نبيه سمع الله لمن حمده فإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا ، فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم ; فتلك بتلك } وذكر باقي الحديث . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : من العظائم التي نعوذ بالله عز وجل منها أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل كذا أو كذا ، وافعلوا كذا وكذا ، فيقول قائل بعد أن سمع هذه الأخبار : إن الصلاة تتم دون ذلك ، مقلدا لمن أخطأ ممن لم يبلغه الخبر ، أو بلغه فتأول غير قاصد لخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك من الباطل والتلعب بالسنن أن ينص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمور ذكر أن الصلاة لا تتم إلا بها - : فيقول قائل من عند نفسه ; بعض هذه الأمور هو كذلك ، وبعضها ليس كذلك ، فإن أقدم كاذب على دعوى الإجماع في شيء من ذلك فقد كذب على جميع الأمة . وادعى ما لا علم له به . ولا يحل لمسلم خلاف اليقين الصادق من أمر الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم - " لظن كاذب افترى فيه الذي ظنه على الأمة كلها ; إذ نسب إليها مخالفة أمر الله تعالى " . والعجب من قولهم : لا يجزئ تكبير المأموم إلا بعد تكبير الإمام ولا يجزئ سلامه إلا بعد سلام الإمام - : أما ركوعه ورفعه وسجوده فمع الإمام ، وهذا تحكم عجيب ، وكل ما موهوا به ههنا فهو لازم لهم في التكبير والتسليم .
[ ص: 290 ] فإن قال قائل : قد قال عليه الصلاة والسلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48570وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد } قلنا : نعم ، وليس في هذا الخبر منع من قول الإمام : ربنا ولك الحمد ولا منع المأموم من قول : سمع الله لمن حمده . وإيجاب هذا مذكور في الخبر الذي أوردناه . ولا سبيل إلى أن توجد جميع الشرائع في خبر واحد ، ولا في آية واحدة ، ولا في سورة واحدة . حدثنا
هشام بن سعيد الخير كتابا إلي قال : ثنا
عبد الجبار بن أحمد المغربي الطرسوسي ثنا
الحسن بن الحسين النجيرمي ثنا
جعفر بن محمد بن الحسن بن سعيد الأصبهاني بسيراف ثنا
أبو بشر يونس بن حبيب الزبيري ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك عن
موسى بن أيوب الغافقي عن عمه
إياس بن عامر عن
nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر الجهني قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48571لما نزلت { فسبح باسم ربك العظيم } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في الركوع فلما نزلت : { سبح اسم ربك الأعلى } . قال النبي صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في سجودكم } . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وبإيجاب فرض هذا يقول
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ،
nindex.php?page=showalam&ids=15858وأبو سليمان وغيرهما . فإن قيل : قد جاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20175سبوح قدوس رب الملائكة والروح } وأنه قال عليه السلام ما حدثناه
عبد الله بن ربيع ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ثنا
أبو داود ثنا
مسدد ثنا
سفيان عن
سليمان بن سحيم عن
إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس عن أبيه عن عمه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48572أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة عن وجهه ، والناس صفوف خلف أبي بكر ، فقال : يا أيها الناس ، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له وإني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا فيه الدعاء فقمن أن يستجاب لكم . } " قلنا : نعم ، وليس في هذا كله سقوط ما أوجبه عليه السلام في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر ; بل قوله عليه السلام : " فعظموا الرب " موافق لقوله " سبحان ربي العظيم " .
[ ص: 291 ] وأما اجتهاد الدعاء في السجود وقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20175سبوح قدوس رب الملائكة والروح } فزيادة خير ، وحسنة لمن فعلها مع الذي أمر به من التسبيح وفرق
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بين من أسقط تكبيرتين وبين من أسقط ثلاث تكبيرات . وهذا قول بلا دليل أصلا . وقد ذكرنا بطلان قول من فرق بين العمل القليل والكثير في الصلاة برأيه وبينا أنه قول فاسد ، لأنه لا كثير إلا وهو قليل بالإضافة إلى ما هو أكثر منه ، ولا قليل إلا وهو كثير بالإضافة إلى ما هو أقل منه ، وإن العمل الواجب فترك قليله وترك كثيره سواء في مخالفة أمر الله عز وجل ، وإن العمل المحرم فكثيره وقليله سواء في ارتكاب المحرم ، وإن المباح قليله وكثيره مباح وما عدا هذا فباطل لا خفاء به ; إلا أن يأتي نص بالفرق بين المقادير في الأعمال فيوقف عنده . حدثنا
عبد الله بن ربيع ثنا
محمد بن معاوية ثنا
أحمد بن شعيب أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16073سويد بن نصر أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس عن
ابن شهاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48573أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه ، وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما أيضا كذلك وقال : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد } . وروينا أيضا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بإسناده نحوه ومن طريق
nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري أيضا مسندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . حدثنا
عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ثنا
إبراهيم بن أحمد ثنا
الفربري ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11931أبو اليمان أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب هو ابن أبي حمزة - عن
الزهري أخبرني
أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بن عبد الرحمن " أن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها ، في رمضان وغيره ، فيكبر حين يقوم ، ثم يكبر حين يركع ، ثم يقول : " سمع الله لمن حمده ، ثم يقول : ربنا ولك الحمد ، - وذكر الحديث وفيه - : ثم يقول
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة " والذي نفسي بيده ، إني لأقربكم شبها بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا " .
[ ص: 292 ] فهذا آخر عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم تركه المالكيون برأي لا بخبر أصلا ، وما لهم متعلق إلا قوله عليه السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48570وإذا قال : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد } . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وهذا لا حجة لهم فيه ; لأنه عليه السلام لم يمنع الإمام في هذا الخبر من أن يقول : ربنا ولك الحمد ولا منع المأموم من أن يقول : سمع الله لمن حمده ، فلا حجة في هذا الخبر في قولهما لذلك ، ولا في تركهما لقول ذلك ، فوجب طلب حكم ذلك من أحاديث أخر . وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول وهو إمام : ربنا ولك الحمد ، وأنه عمله إلى أن مات ; فبطل قول كل من خالف ذلك ; وهو أيضا عمل السلف . حدثنا
حمام ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13542ابن مفرج ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ثنا
الدبري ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع : أن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر كان إذا كان إماما قال : سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد كثيرا ، ثم يسجد لا يخطئه . وبه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
إسماعيل بن أمية عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري . أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة وهو إمام للناس في الصلاة يقول : سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد كثيرا ، يرفع بذلك صوته ونتابعه معا . وروينا أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود نحو ذلك . وبالسند المذكور إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء قال : إن كنت مع الإمام فقال : سمع الله لمن حمده ، فإن قلت : سمع الله لمن حمده ، فحسن ; وإن لم تقلها فقد أجزأ عنك ، وإن تجمعهما مع الإمام أحب إلي قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . وأما
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة فإنه قال يقول الإمام : ربنا ولك الحمد ، ولا يقول المأموم : سمع الله لمن حمده . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : ففرق بلا دليل ; فإن كان تعلق بقوله عليه السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48570وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد } فقد تناقض ; لأنه ليس في هذا الخبر قول الإمام : ربنا ولك الحمد
[ ص: 293 ] فإن قال : قد صح أنه عليه السلام كان يقولها وهو إمام ، قلنا : وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم الصلاة . وفيها أن يقال : سمع الله لمن حمده ، ولم يخص بذلك مأموما من إمام ، من منفرد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وأما قول : آمين فإنه كما ذكرنا يقوله الإمام والمنفرد ندبا وسنة ، ويقولها المأموم فرضا ولا بد حدثنا
عبد الله بن يوسف ثنا
أحمد بن فتح ثنا
عبد الوهاب بن عيسى ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12282أحمد بن محمد ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12277أحمد بن علي ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج أنا
يحيى بن يحيى قال : قرأت على
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن
ابن شهاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9516إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه } . قال
ابن شهاب " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : آمين " . حدثنا
عبد الله بن ربيع ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ثنا
أبو داود ثنا
نصر بن علي هو الجهضمي - ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16231صفوان بن عيسى عن
بشر بن رافع عن
أبي عبد الله ابن عم
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48574كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا عليهم { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال : آمين ، حتى يسمع من يليه من الصف الأول } . حدثنا
محمد بن سعيد بن نبات ثنا
عبد الله بن نصر ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17180موسى بن معاوية ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن
عاصم الأحول عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48575أن nindex.php?page=showalam&ids=115بلالا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله لا تسبقني بآمين } . وبه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16024سلمة بن كهيل عن
حجر بن عنبس عن
[ ص: 294 ] nindex.php?page=showalam&ids=101وائل بن حجر قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48576سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : ولا الضالين فقال آمين يمد بها صوته } . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : فهذه آثار متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كان يقول : " آمين " وهو إمام في الصلاة ، يسمعها من وراءه ، وهو عمل السلف كما حدثنا
حمام ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13542ابن مفرج ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ثنا
الدبري ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=16568لعطاء : أكان
nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير يؤمن على إثر أم القرآن ؟ قال : نعم ، ويؤمن من وراءه ، حتى إن للمسجد للجة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : وكان
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة يدخل المسجد وقد قام الإمام قبله فيقول ويناديه : لا تسبقني بآمين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : ولقد كنت أسمع الأئمة يقولون هم أنفسهم على إثر أم القرآن " آمين " هم ومن وراءهم حتى إن للمسجد للجة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : اللجة ، الجلبة ، وبه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : أنه كان مؤذنا
للعلاء بن الحضرمي بالبحرين فاشترط عليه أن لا يسبقه بآمين . وروينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال : يخفي الإمام أربعا : " التعوذ " " وبسم الله الرحمن الرحيم " " وآمين " " وربنا لك الحمد " . وعن
علقمة والأسود كليهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : يخفي الإمام ثلاثا : التعوذ ، " وبسم الله الرحمن الرحيم " " وآمين " . وعن
عكرمة : لقد أدركت الناس ولهم ضجة بآمين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : فهذا عمل الصحابة رضي الله عنهم .
[ ص: 295 ] فأما
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وإسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=15858وداود وجمهور أصحاب الحديث فيرون الجهر بها للإمام ، والمأموم ، وبه نقول ; لأن الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : الجهر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة : يقولها الإمام سرا - ذهبوا إلى تقليد
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود رضي الله عنهما ولا حجة في أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك إلى أن يقول المأموم " آمين " ولا يقولها الإمام . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وهذا قول لا يعلم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم قطعا ، نعم ، ولا نعرفه عن أحد من التابعين ، ولا حجة لهم أصلا في المنع من ذلك . إلا أن بعض الممتحنين بتقليده قال : إن
سميا مولى أبي بكر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16068وسهيل بن أبي صالح رويا كلاهما عن
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10336إذا قال القارئ : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقال من خلفه آمين فوافق قوله قول أهل السماء غفر له ما تقدم من ذنبه } . هذا لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل . وأما لفظ
سمي فإنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10332إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقولوا : آمين } . قال : فليس في هذا تأمين الإمام . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وهذا غاية المقت في الاحتجاج ، إذ ذكروا حديثا ليس فيه شريعة قد ذكرت في حديث آخر ، فراموا إسقاطها بذلك ، ولا شيء في إسقاط جميع شرائع الإسلام أقوى من هذا العمل ; فإنه لم تذكر كل شريعة في كل آية ، ولا في كل حديث ، ثم من العجب احتجاجهم
بأبي صالح في أنه لم يرو عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة لفظا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=233وأبو سلمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . ولو انفرد
سعيد لكان يعدل جماعة مثل
أبي صالح فكيف وليس في رواية
أبي صالح : أن لا يقول الإمام " آمين " فبطل تمويههم بهذا الخبر ، وقال بعضهم : إن معنى قوله عليه السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9516إذا أمن الإمام فأمنوا } إنما معناه إذا قال {
غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : فيقال له : كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت عليه الباطل الذي لم يقله
[ ص: 296 ] عليه السلام عن نفسه ، وأخبرت عن مراده بالإفك ، وحرفت الكلم عن مواضعه بلا برهان ; وما قال قط أحد من أهل اللغة أن قول {
غير المغضوب عليهم ولا الضالين } يسمى تأمينا فاحتج لقوله الفاسد بطامة أخرى وهي : أنه قال : قد جاء أن معنى قول الله تعالى
لموسى وهارون عليهما السلام {
قد أجيبت دعوتكما } أنه كان
موسى يدعو
وهارون يؤمن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064علي : وهذا أدهى وأمر ليت شعري أين وجد هذه الرواية ، أو من بلغه إلى
موسى ،
وهارون عليهما السلام وإنما هو قول قائل لا يدرى من أين قاله ، ثم لو صح يقينا لما كان له فيه حجة أصلا ; لأن المؤمن في اللغة داع بلا شك ، لأن معنى " آمين " اللهم افعل ذلك فالتأمين دعاء صحيح بلا شك ، ولا يسمى الداعي مؤمنا أصلا ، ولا يسمى الدعاء تأمينا حتى يلفظ بآمين : فكل تأمين دعاء ، وليس كل دعاء تأمينا . فكيف وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : آمين ، وهو الإمام ، وهذا مما انفردوا به عن الصحابة رضي الله عنهم وجمهور السلف برأيهم بلا برهان أصلا - وبالله تعالى التوفيق .