وقال : ولو أن الناس قنعوا بما دون ذلك وعمدوا إلى الفضول فقدموها لآخرتهم كان خيرا لهم والأصل فيه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر رضي الله عنه : فإنه كان يتعلق بأستار
الكعبة في أيام الموسم وينادي بأعلى صوته ، ألا من قد عرفني ، فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر جندب بن جنادة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أحدكم إذا أراد سفرا استعد لسفره فما لكم لا تستعدون لسفر الآخرة وأنتم تتيقنون أنه لا بد لكم منه ، ألا ومن أراد سفرا في الدنيا فإن بدا له أن يرجع تمكن وإن طلب القرض وجد ، وإن استوهب ربما يوهب له ، ولا يوجد شيء من ذلك في سفر الآخرة وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ رضي الله عنه ما لنا نتيقن بالموت ولا نحبه ؟ فقال : إنكم أحببتم الدنيا فكرهتم أن تجعلوها خلفكم ، ولو قدمتم محبوبكم لأحببتم اللحوق به فعرفنا أن
الأفضل أن يكتفي من الدنيا بما لا بد له منه ويقدم لآخرته ما هو زيادة على ذلك مما اكتسبه ، ولكنه لو استمتع بشيء من ذلك في الدنيا بعد ما اكتسبه من حله لم يكن به بأس والقول بتأثيم من ينفق على نفسه وعياله مما اكتسبه من حله وأدى حق الله تعالى منه غير سديد إلا أن أفضل الطريق طريق المرسلين
[ ص: 286 ] عليهم السلام وقد بينا أنهم اكتفوا من الدنيا بما لا بد لهم منه خصوصا نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81838لما عرض عليه خزائن مفاتيح الأرض ردها وقال : أكون عبدا نبيا أجوع يوما وأشبع يوما ، فإذا جعت صبرت ، وإذا شبعت شكرت } ولكن مع هذا في بعض الأوقات قد كان يتناول بعض الطيبات حتى روي أنه قال يوما {
ليت لنا خبز بر قد لت بسمن وعسل فنأكله فصنع ذلك عثمان رضي الله عنه وجاء به في قصعة فقيل : إنه ما تناول من ذلك والصحيح أنه تناول بعضه ثم أمر بالتصدق بما بقي منه } {
، وقد أهدي له صلى الله عليه وسلم جدي سمين مشوي فأكل منه مع أصحابه رضي الله عنهم } {
وقد تناول مما أتى به من الشاة المسمومة } {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81842وحين قدم بين يديه الجدي المشوي قال لبعضهم : ناولني الذراع } فبهذه الآثار تبين أنه كان يتناول في بعض الأوقات لبيان أن ذلك لا بأس به لنا وكان يكتفي بما دون ذلك في عامة الأوقات لبيان الأفضل على ما روي {
أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها كانت تبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول يا من لم يلبس الحرير ولم يشبع من خبز الشعير } فصار الحاصل أن الاقتصار على أدنى ما يكفيه عزيمة .
وما زاد على ذلك من النعم والنيل من اللذات رخصة وقال صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11455إن الله يحب أن تؤتى رخصه ، كما يحب أن تؤتى عزائمه } وقال صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81844بعثت بالحنيفية السمحة ، ولم أبعث بالرهبانية الصعبة } فعرفنا أنه إن ترخص بالإصابة من النعم فليس لأحد أن يؤثمه في ذلك ، وإن ذم نفسه وكسر شهوته فذلك أفضل له ويكون من الذين يدخلون الجنة بغير حساب على ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81845إن الله تعالى وعدني أن يدخل سبعين ألفا من أمتي الجنة بغير حساب فقيل من هم يا رسول الله قال هم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون } ، وفي رواية {
nindex.php?page=hadith&LINKID=81846ثم زادني معهم سبعين ألفا } ، وفي رواية {
ثم أضعف لي مع الفريق الأول والآخر سبعين ألفا } ، وفي الحديث المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30239لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وإلى أي محل صرفه } ، فإذا صرف المال إلى ما فيه ابتغاء مرضاة الله تعالى كان الحساب والسؤال أهون عليه منه إذا صرفه إلى شهوات بدنه