ولو
قال لامرأة : يا زان ، فعليه الحد بالاتفاق لوجهين : أحدهما ، أن الإيجاز والترخيم معروف في لسان
العرب قال القائل :
أصاح ترى برقا أريك وميضه
معناه يا صاحب وقرئ ونادوا يا مال أي مالك ، وهذا أيضا حذف آخر الكلام للترخيم فلا يخرج به من أن يكون قذفا لها ، ألا ترى إلى قول امرئ القيس : " أفاطم مهلا " أي يا فاطمة ، ولأن الأصل في الكلام التذكير وإلحاق هاء التأنيث للفصل ، والفصل هنا حاصل بالإشارة فلا يخرج بإسقاط حرف التأنيث من أن يكون قذفا لها واستدل في الأصل بقوله تعالى {
إذا جاءك المؤمنات } {
وقال نسوة في المدينة } .
فأما إذا قال : يا زانية ،
nindex.php?page=showalam&ids=16908فمحمد رحمه الله تعالى يقول : صرح بنسبته إلى الزنا وزاد حرف الهاء فتلغو الزيادة ويبقى قاذفا له ملتزما للحد ، ولأن في لسان العرب إلحاق هاء التأنيث بآخر الكلام للمبالغة في الوصف ، فإنهم يقولون نسابة وعلامة وراوية للشعر
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف رحمهما الله
[ ص: 115 ] تعالى يقولان : هو كذلك ، ولكن المقصود هو المبالغة في الوصف بعلم ذلك الشيء فكأنه
قال : أنت أكثر الناس علما بالزنا أو أعلم الناس بالزنا ، وهكذا لا يكون قذفا موجبا للحد ثم نسبه إلى فعل لا يتحقق ذلك منه ; لأن الزانية هي الموطوءة الممكنة من فعل الزنا والرجل ليس بمحل لذلك فقذفه بهذا اللفظ نظير قذف المجبوب ، وذلك غير موجب للحد بخلاف ما إذا قال لامرأته يا زان ; لأنه نسبها إلى مباشرة فعل الزنا ، وذلك يتحقق منها بأن تستدخل فرج الرجل في فرجها