وإذا قسم الغنيمة ضرب للفارس بسهمين وللراجل بسهم في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رحمه الله تعالى وهو قول أهل
العراق وفي
قولهما nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي رحمهم الله تعالى يضرب للفارس بثلاثة أسهم وهو قول أهل
الشام وأهل
الحجاز لحديث
عبد الله بن العمري رضي الله تعالى عنهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80656أنه أسهم للفارس ثلاثة أسهم سهما له وسهمين لفرسه } {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80657وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر على ثمانية عشر سهما وكانت الرجال ألفا وأربعمائة والخيل مائتي فرس وباسم كل مائة سهم } فتبين أنه جعل سهم الفرس ضعف سهم الرجل وعند تعارض الأخبار المصير إلى ما روينا أولى لما فيه من إثبات الزيادة ولأنه اتفق عليه أهل
الشام وأهل
الحجاز فهم أعرف بذلك من أهل
العراق ثم مؤنة الفرس أعظم من مؤنة الرجل والاستحقاق باعتبار التزام المؤنة
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة رحمه الله تعالى استدل بحديث
عبيد الله العمري عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80658قسم للفارس سهمين سهما له وسهما لفرسه }
وعبيد الله أوثق من أخيه
عبد الله رضي الله تعالى عنهما وفي حديث
كريمة بنت المقداد بن الأسود عن أبيها
المقداد رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80659أسهم له يوم بدر سهمين سهما له وسهما لفرسه } .
وفي حديث
مجمع بن يعقوب بن مجمع عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80660أسهم للفارس يوم خيبر سهمين } وما رووا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80661أنه قسم خيبر على ثمانية عشر سهما } صحيح لكن ذكر في هذا الحديث أن الخيل كانت ثلثمائة ولو ثبت ما رووا فالمراد من قوله وكانت الخيل مائتي فرس الخيل بفرسانها والرجال ألف وأربعمائة أي الرجالة قال الله تعالى {
وأجلب عليهم بخيلك ورجلك } أي بفرسانك ورجالتك وقال تعالى {
يأتوك رجالا } أي رجالة فتبين بهذا أن الناس كانوا ألفا وستمائة فإذا كان باسم كل مائة سهم كان للفارس سهمان وللراجل سهم ثم المصير إلى ما روينا أولى لأنه هو المتيقن وما رجح به من إثبات الزيادة متعارض ففيما روينا إثبات الزيادة في نصيب الراجل ثم في هذا تفضيل البهيمة على الآدمي وذلك غير جائز لأن الاستحقاق
[ ص: 42 ] بالقتال والرجل يقاتل وحده والفرس لا تقاتل ولهذا كان القياس أن لا يسوي بين الفرس والرجل وأن لا يستحق بالفرس شيئا لأنه آلة من آلات الحرب كسائر الآلات ، ولكن الآثار اتفقت على سهم واحد فأخذنا بما اتفق عليه الأثر وأبقينا ما اختلف فيه الأثر على أصل القياس ولا معنى لاعتبار المؤنة فصاحب الحمار والبغل يلتزم المؤنة أيضا ولا يستحق به شيئا وصاحب الفيل والبعير مؤنته أكثر ثم لا يستحق بهما شيئا مع أنا لا نسلم أن مؤنة الفرس أكثر فإن ما يحتاج إليه الفرس من العلف يوجد مباحا ومطعوم بني
آدم من الخبز واللحم لا يوجد إلا بثمن ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رحمه الله تعالى مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه وصاحب البرذون والهجين والمقرف كصاحب الفرس العربي في استحقاق السهم به عندنا سواء وقال أهل
الشام لا يسهم للبراذين ورووا فيه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه شاذ والمشهور لهم حديث
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه على ما روي أن الخيل أغارت
بالشام وعلى القوم
المنذر بن أبي خمصة الوداعي فأدركت العراب اليوم والبراذين ضحى الغد فلم يسهم
المنذر للبراذين وقال : لا أجعل من أدرك كمن لا يدرك وكتب في ذلك إلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه فقال : هبلت
الوداعي أمه لقد أذكت به وفي رواية لقد أذكرته أمضوها على ما قال .
( وحجتنا ) في ذلك أن
استحقاق السهم بالخيل لمعنى إرهاب العدو قال الله تعالى {
ومن رباط الخيل } الآية والإرهاب يحصل بالبرذون كما يحصل بالفرس العربي ثم العربي في الطلب والهرب أقوى والبرذون أقوى على الحرب وأصبر وألين عطفا عند اللقاء ففي كل جانب نوع منفعة معتبرة ومعنى التزام المؤنة يجمعهما وتأويل حديث
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه أن
المنذر فعل ذلك باجتهاده فأمضى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه اجتهاده وهكذا نقول ومن الناس من يقول يستحق بالفرس العربي سهمان وبما سوى ذلك سهم واحد وهذا بعيد فإن البرذون فرس
العجم والعربي فرس
العرب وكما يسوي بين العجمي والعربي في استحقاق السهم فكذلك في الخيل والهجين ما يكون أبوه من الكوادن وأمه عربية والمقرف ما يكون أبوه عربيا وأمه من الكوادن ومعنى قوله لقد ذكت به أتت به ذكيا وقوله أذكرته أتت به ذكرا جلدا .