قال : ولو
استخدمها بعد العلم بالعيب كان هذا في القياس رضا ; لأنه يستخدمها لملكه فيها فالإقدام عليه دليل الرضا ويتقرر ملكه وفي الاستحسان هذا لا يكون رضا بالعيب ; لأن الناس قد يتوسعون في الاستخدام فقد يستخدم الإنسان ملك غيره بأمره وبغير أمره ، وإنما يستخدمها للاختبار أنها مع هذا العيب هل تصلح لخدمته أم لا فكان ذلك اختبارا لا اختيارا ولو كان ثوبا فلبسه فهو رضا منه ; لأنه تصرف بحكم الملك وقلما يفعله الإنسان في ملك غيره فيكون ذلك منه دليل الرضا فيتقرر ملكه وكذلك إن كانت دابة فركبها ، غير أني أستحسن إذا ركب الدابة ليعلفها أو ليسقيها أو ليردها أن لا يكون هذا رضا منه ; لأنه يحتاج في ردها إلى سوقها ، وربما لا تنقاد له ما لم يركبها ، وكذلك في سقيها وعلفها فالركوب لأجله لا يكون دليل الرضا منه ، وإنما دليل الرضا أن يركبها في حاجة نفسه أو يسافر عليها