( والفصل الثاني ) في
الأئمة الأربعة إذا كانوا مسبوقين وقد صلى كل واحد منهم ركعة وسجدة ثم أحدث الرابع وقدم رجلا خامسا وتوضأ الأئمة الأربعة وجاءوا ، فينبغي للخامس أن يسجد السجدة الأولى ويسجدها معه القوم والإمام الأول ، ولا يسجدها معه الإمام الثاني والثالث والرابع ; لأنهم مسبوقون في تلك الركعة ، وفي رواية النوادر يسجدونها معه للمتابعة ، ثم يسجد السجدة الثانية ويسجدها معه القوم والإمام الثاني ; لأنه صلى تلك الركعة بعد ، ولا يسجدها معه الإمام الأول ; لأنه ما صلى تلك الركعة بعد ، ولا الثالث ، ولا الرابع ; لأنهما مسبوقان في هذه الركعة إلا على رواية النوادر ، ثم يسجد الثالثة ويسجدها معه القوم والإمام الثالث ; لأنهم صلوا هذه الركعة ولم يسجدوا هذه السجدة ، ثم يسجد الرابعة ويسجدها معه القوم والإمام الرابع ، ثم يتشهد ويتأخر ويقدم سادسا ليسلم بهم ، ويسجد سجدتي السهو ، ثم يقوم الخامس فيصلي أربع ركعات ; لأنه مسبوق فيها فيقرأ في الأوليين ، وفي الأخريين هو بالخيار ، وأما الإمام الأول يقضي ثلاث ركعات بغير قراءة ; لأنه أدرك أول الصلاة ، ولا قراءة على اللاحق فيما يقضي ، والإمام الثاني يقضي ركعتين بغير قراءة لأنه لاحق فيهما ثم ركعة بقراءة ، والإمام الثالث يقضي الرابعة أولا بغير قراءة ، ثم يقضي ركعتين بقراءة ; لأنه مسبوق فيهما ، والإمام الرابع يقضي ثلاث ركعات يقرأ في ركعتين منها ، وفي الثالثة هو بالخيار ; لأنه مسبوق فيها ( فإن قيل : ) لماذا أورد هذا المسائل مع تيقن كل عاقل بأنها لا تقع ، ولا يحتاج إليها ( قلنا : ) لا يتهيأ للمرء أن يعلم ما يحتاج ، إليه إلا بتعلم ما لا يحتاج إليه فيصير الكل من جملة ما يحتاج لهذا الطريق ، وإنما يستعد للبلاء قبل نزوله .