قال : (
خراساني قدم الكوفة فأقام بها شهرا ثم خرج منها إلى الحيرة فوطن نفسه على إقامة خمسة عشر يوما ثم خرج منها يريد خراسان ويمر بالكوفة ، فإنه يصلي ركعتين ) ; لأن وطنه
بالكوفة كان وطنا مستعارا فانتقض بمثله ، فالحاصل أن الأوطان ثلاثة . وطن قرار ويسمى الوطن الأصلي وهو أنه إذا نشأ ببلدة أو تأهل بها توطن بها . ووطن مستعار وهو أن ينوي المسافر المقام في موضع خمسة عشر يوما وهو بعيد عن وطنه الأصلي ووطن سكنى وهو أن ينوي المسافر المقام في موضع أقل من خمسة عشر يوما أو خمسة عشر يوما وهو قريب من وطنه الأصلي ، ثم الوطن الأصلي لا ينقضه إلا وطن أصلي مثله ، والوطن المستعار ينقضه الوطن الأصلي ووطن مستعار مثله والسفر لا ينقضه وطن السكنى لأنه دونه ، ووطن السكنى ينقضه كل شيء إلا الخروج منه لا على نية السفر . وقد قررنا هذا الأصل فيما أمليناه من شرح الزيادات فأكثر المسائل على هذا الأصل بخروجها ثمة ، والقدر الذي ذكرنا ههنا ما بينا أنه حين توطن
بالحيرة خمسة عشر يوما كان هذا وطنا مستعارا له فانتقض به
[ ص: 253 ] وطنه
بالكوفة والتحق بمن لم يدخلها قط فلهذا يصلي بها ركعتين ، وإن لم يوطن على إقامة خمسة عشر يوما
بالحيرة صلى
بالكوفة أربعا ما لم يخرج منها ، فإن
الحيرة كانت وطن السكنى له فلم ينتقض به وطنه
بالكوفة فهو مقيم بها ما لم يخرج على قصد
خراسان منها .