قال : (
كوفي خرج إلى القادسية لحاجة ثم خرج منها إلى الحفيرة ثم خرج من الحفيرة يريد الشام وله بالقادسية نقل يريد أن يحمله منها من غير أن يمر بالكوفة ، فإنه يصلي بها ركعتين ) ; لأن
القادسية كانت وطن السكنى في حقه سواء عزم على الإقامة بها خمسة عشر يوما أو لم يعزم ; لأنه من فناء الوطن الأصلي ، فإن بينها وبين
الكوفة دون مسيرة السفر ، فلما خرج إلى
الحفيرة انتقض وطنه
بالقادسية ; لأن وطن السكنى ينقضه مثله وقد ظهر له
بالحفيرة وطن السكنى ، فالتحق بمن لم يدخل
القادسية ، فلهذا صلى بها ركعتين ، وشرطه أن لا يمر
بالكوفة ; لأنه إذا كان يمر بها فقد عزم على الرجوع إلى وطنه الأصلي وبينه وبين وطنه الأصلي دون مسيرة السفر فكان مقيما من ساعته .
قال : ( وإن كان لم يأت
الحفيرة ولكنه خرج من
القادسية لحاجة حتى إذا كان قريبا من
الحفيرة بدا له أن يرجع إلى
القادسية فيحمل ثقله منها ويرتحل إلى
الشام ، ولا يمر
بالكوفة ، صلى أربعا حتى يرتحل من
القادسية استحسانا ) ، وفي القياس يصلي ركعتين ; لأن وطن السكنى الذي كان له
بالقادسية قد انتقض بخروجه منها على قصد
الحفيرة ، كما ينتقض لو دخلها ولكنه استحسن ، فقال :
القادسية كانت لي وطن السكنى ، ولم يظهر له بقصد
الحفيرة وطن سكنى آخر ما لم يدخلها فبقي وطنه
بالقادسية ، أرأيت لو
خرج منها لبول أو غائط أو تشييع جنازة أو لاستقبال قادم أكان ينتقض وطنه بهذا القدر من الخروج لا ينتقض ، فكذلك بالخروج إلى
الحفيرة ما لم يدخلها ، فلهذا صلى
بالقادسية أربعا حتى يرتحل منها .