قال : (
وينوي بالتسليمة الأولى من عن يمينه من الحفظة والرجال وبالتسليمة الثانية من عن يساره منهم ) ; لأنه يستقبلهم بوجهه ويخاطبهم بلسانه فينويهم بقلبه ، فإن الكلام إنما يصير عزيمة بالنية قال عليه الصلاة والسلام : {
إن الله - تعالى - وراء لسان كل متكلم فلينظر امرؤ ما يقول } ، وقد ذكر الحفظة هنا وأخر في الجامع الصغير حتى ظن بعض أصحابنا أن ما ذكر هنا بناء على قول
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة الأول في تفضيل الملائكة على البشر وما ذكر في الجامع الصغير بناء على قوله الآخر في تفضيل البشر على الملائكة وليس
[ ص: 31 ] كما ظنوا ، فإن الواو لا توجب الترتيب ، ومن سلم على جماعة لا يمكنه أن يرتب بالنية فيقدم الرجال على الصبيان ولكن مراده تعميم الفريقين بالنية وأكثر مشايخنا على أنه يخص بهذه النية من يشاركه في الصلاة من الرجال والنساء ، فأما
الحاكم الشهيد رحمه الله فكان يقول ينوي جميع الرجال والنساء من يشاركه ، ومن لا يشاركه وهذا عندنا في سلام التشهد قال النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=79098إذا قال العبد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أصاب كل عبد صالح من أهل السماء والأرض } ، فأما في سلام التحليل فيخاطب من بحضرته فيخصه بالنية والمقتدي ينوي كذلك فكان
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين يقول المقتدي يسلم ثلاث تسليمات إحداهن لرد سلام الإمام وهذا ضعيف ، فإن مقصود الرد حاصل بالتسليمتين إذ لا فرق في الجواب بين أن يقول عليكم السلام وبين قوله السلام عليكم ، فإن كان الإمام في الجانب الأيمن نواه فيهم ، وإن كان في الجانب الأيسر نواه فيهم ، وإن كان بحذائه نواه في الأولى عند أبي
يوسف ; لأنه لما استوى الجانبان في حقه ترجح الجانب الأيمن وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد ينويه في التسليمتين ; لأن له حظا من الجانبين .