قال : (
ويخفي الإمام التعوذ والتسمية والتشهد وآمين وربنا لك الحمد ) أما التعوذ والتسمية فقد بينا والتشهد كذلك ، فإنه لم ينقل الجهر بالتشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والناس توارثوا الإخفاء بالتشهد من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ، والتوارث كالتواتر . وأما قوله : " اللهم ربنا لك الحمد " فقد طعنوا فيه وقالوا من مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة أن الإمام لا يقولها أصلا فكيف يستقيم جوابه أنه يخفي بها ولكنا نقول عرف
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة رحمه الله تعالى أن بعض الأئمة لا يأخذون بقوله لحرمة قول
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود رضي الله تعالى عنهما ففرع على قولهما أنه يخفي بها إذا كان يقولها كما فرع مسائل المزارعة على قول من يرى جوازها ، فأما " آمين " فالإمام يقولها بعد الفراغ من الفاتحة إلا على قول
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله ، وهو رواية
الحسن عن
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رحمه الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10332إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين } ، والقسمة تقتضي أن الإمام لا يقولها .
ولنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9515إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإن الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه } ، وفي الحديث الذي رووا زيادة ، فإنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=79104فقولوا آمين } ، فإن الإمام يقولها وهذا اللفظ دليل على أن الإمام لا يجهر بها ، وهو قول علمائنا ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود رضي الله تعالى عنهما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله تعالى عنه يجهر بها ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، واستدل بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=101وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=79105كان إذا فرغ من الفاتحة في الصلاة قال آمين ومد بها صوته } ، ولكنا نستدل بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=79106قال في صلاته آمين وخفض بها صوته } ، وتأويل حديثهم أنه قال اتفاقا لا قصدا أو كان لتعليم الناس أن الإمام يؤمن كما يؤمن القوم ، فإنه دعاء ، فإن معناه على ما قال
الحسن اللهم أجب ، وفي قوله تعالى : {
قد أجيبت [ ص: 33 ] دعوتكما } ما يدل عليه ، فإن
موسى عليه السلام كان يدعو
وهارون كان يؤمن .
والإخفاء في الدعاء أولى قال الله - تعالى - : {
ادعوا ربكم تضرعا وخفية } وقال عليه الصلاة والسلام : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=79107خير الدعاء الخفي وخير الرزق ما يكفي } ، وفي التأمين لغتان أمين بالقصر وآمين بالمد والمد يدل على ياء النداء معناه يا آمين كما يقال في الكلام أزيد يعني يا زيد .