ص ( وفي ضم فائدة حال حولها ) ش أي : وفي
ضم الفائدة التي حال حولها نصابا كانت أو غيره إلى ما خرج من المعدن دون نصاب تردد فحكى
عبد الوهاب واللخمي أيضا الضم وخرج
اللخمي من القول بعدم ضم المعدنين قولا بعدم الضم وفهم
ابن يونس المدونة عليه ، قاله في التوضيح ، قال عنه : وقول
عبد الوهاب خلاف المدونة ; لأنه يلزم عليه لو أخرج من المعدن عشرة دنانير ثم انقطع ذلك النيل وابتدأ آخر فخرج له عشرة أخرى والعشرة الأخرى بيده أن يضيف ذلك ويزكي ; لأنه يقول : لو كانت له عشرة دنانير حال حولها لأضافها إلى هذه العشرة التي خرجت له أخيرا وزكى فإضافتها إلى هذه المعدنية أولى ، انتهى . ومقتضى كلامه في المقدمات أن هذه الصورة التي ألزمها
ابن يونس لعبد الوهاب أنه يتفق على الزكاة فيها فإنه قال : إذا انقطع النيل بتمام العرق ثم وجد عرق آخر في المعدن نفسه فإنه يستأنف مراعاة النصاب ، وفي هذا الوجه تفصيل إذ لا يخلو ما نض له من النيل الأول أن يتلف من يده قبل أن يبدو النيل الثاني فلا خلاف أنه لا زكاة عليه ; لأنه بمنزلة فائدة حال حولها وتلفت ، ثم أفاد ما يكمل به النصاب ، أو يتلف بعد أن بدأ في النيل الثاني وقبل أن يكمل عنده بما كان من النيل الأول نصاب فيتخرج على قولين ، والحالة الثانية أن يبقى بيده ما حصل من الأول إلى أن كمل عليه من النيل الثاني تمام النصاب ، ولم يذكر لها جوابا ، قال في التوضيح : ومقتضى كلامه أنه يزكي باتفاق ، والذي يدل عليه كلام أهل المذهب بل صريحه ما ذكره
ابن يونس أنه لا يضم نيل إلى نيل ، لكن في قوله " وإنما قاله
عبد الوهاب خلاف المدونة " نظر ، وقد فرق
nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري بين المسألتين بما حاصله أنه إذا كانت بيده فائدة قد حال حولها لا سبيل إلى إنكار الحول عليها ; لأنه أمر محسوس ، وإذا أخرج من يده مائة وهي في حكم ما حال عليه الحول صار الجميع مالا واحدا حال حوله بخلاف ما إذا أخرج مائة معدنية أولا ، فإنه لم يمر عليها حول ، وإنما جعلت في حكم ما مر عليه حول تقديرا ، وهذا التقدير إنما قدره الشرع فيما توجه الخطاب بالإخراج منه ، وها هنا لم يتوجه لقصوره عن النصاب ، انتهى . وقال
أبو الحسن : ذكر
ابن رشد هنا كلاما مشكلا ثم ذكره ، قال : وسكت عن الوجه الثالث ، ومقتضى كلامه أنه يزكي باتفاق وليس كذلك إذ ظاهر قوله في الكتاب " فيكون كابتدائه " أنه بقي في يديه ما نض له من النيل الأول وتلف فإذا نوزع في هذه الصورة فهو منازع في الثانية من باب أولى وسيأتي في كلام الذخيرة ما يدل على أنه لا يزكي في الصورة
[ ص: 338 ] التي ذكرها
ابن رشد والتي فهمت من كلامه ، والله أعلم . ثم ذكر
الشيخ أبو الحسن كلام
عبد الوهاب وكلام
ابن يونس بعده ، وحاصله أن القول بضم الفائدة لما يكمل بها نصابا من المعدن هو الذي نص عليه
عبد الوهاب واللخمي ، ومقابله تخريج
اللخمي وفهم
ابن يونس ، ولذلك ذكر
القرافي عن
سند ما قاله
عبد الوهاب ثم ذكر عنه قولا آخر بعدم الضم ، فالقول بالضم هو المنصوص فكان ينبغي
للمصنف الاقتصار عليه ، ولذلك قال في الشامل : ويضم ناقص لغير حوله ، وإن ناقصا على المنصوص ، انتهى . وقد تقدم في زكاة الدين ذكر كلام
ابن عرفة وابن عبد السلام .
( تنبيه ) ما تقدم أول الكلام عن التوضيح أنه
يضم المعدن للفائدة كانت نصابا أو دونه ، وهو المفهوم من كلام الشامل ومن كلام جماعة غيره خلاف ما صرح به في الذخيرة عن
سند من أن
عبد الوهاب إنما يقول بالضم إذا كان المال الذي حال عليه الحول عنده دون النصاب ، قال : ولو
كان معه نصاب حال عليه الحول ثم استخرج من المعدن دون النصاب لا يزكيه خلافا للشافعية ، وهو نقض على
عبد الوهاب ، ولو استخرج دون النصاب وبعد مدة دون النصاب لا يضم عند الجميع ، انتهى . فتأمله .