مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

صفحة جزء
ص ( ورجع له إن لم يخف فوات أصحابه ) ش يعني أن من ترك طواف الوداع يرجع له وفواته بأحد أمرين إما بتركه بالكلية بأن لا يفعله أصلا ، وإما بتركه حكما كمن طاف على غير وضوء أو لم يصل له ركعتين حتى انتقض وضوءه بالأول قال المؤلف : يرجع إن لم يخف فوات أصحابه ، وقال ابن عرفة : ويرجع له من لم يبعد ، وفيها رد له عمر من مر الظهران ، ولم يحد له مالك أكثر من القرب ورأى أن يرجع ما لم يخف فوات أصحابه أو يمنعه كريه ، وروى الشيخ من بلغ مر الظهران لم يرجع له انتهى .

ونقله في التوضيح والثاني ، وهو فواته حكما لتركه أصلا قال في الطراز قال مالك عن ابن القاسم : ولو كان الطواف قبل طلوع الشمس فخرج ، وهو يريد أن يركع الركعتين بذي طوى فانتقض وضوءه ، فإن تباعد فلا شيء عليه بخلاف ركعتي الطواف الواجب يريد ويركعهما ، وقاله في العتبية ، ولو كان قريبا في الوداع رجع قال ابن حبيب : يستأنف الطواف انتهى .

وقال ابن فرحون في مناسكه فرع : ولطواف الوداع ركعتان ، ومن نسيهما حتى تباعد وبلغ بلده ركعهما ، ولا شيء عليه ، وإن كان بالقرب ، وهو على طهارة رجع فركعهما ، وإن انتقض وضوءه ابتدأ الطواف وركعتيه ، وإن كان توديعه بعد العصر فله أن يركع الركعتين إذا حلت النافلة في الحرم أو خارجا عنه انتهى .

والله أعلم .

( فائدة : ) مر الظهران هو وادي مر بينه وبين مكة ستة عشر ميلا ، وقيل : ثمانية عشر ، وقيل : أحد وعشرون حكاه ابن وضاح ، وذكر السهيلي خلافا في تسميته بمر فقال سمي مرا ; لأن في عروق الوادي من غير لون الأرض شبه الميم الممدود بعدها راء خلقت كذلك قال ونقل عن ذر سميت مرا لمرارتها ، ولا أدري ما صحة هذا ، ونقل الحارثي عن الكندي أن مر اسم للقرية والظهران اسم للوادي

التالي السابق


الخدمات العلمية