. ص ( إن لم يلفظ بالهدي أو ينوه أو يذكر
مقام إبراهيم )
ش : يعني ، فإن تلفظ بالهدي كأن
قال : لله علي أن أهدي فلانا ، أو نواه كما إذا قال : علي أن أنحر فلانا ونوى بذلك الهدي ، أو ذكر
مقام إبراهيم كما إذا
قال أنحر فلانا في مقام إبراهيم يريد أو
البيت أو المسجد أو
منى أو
مكة أو
الصفا أو
المروة ، فإنه يلزمه هدي ، قال في التوضيح عن
ابن بشير : أو يذكر موضعا من مواضع
مكة أو
منى .
( تنبيهات الأول ) ظاهر كلام
المصنف أنه
إذا ذكر مقام إبراهيم لزمه الهدي في القريب والأجنبي ، وهذه طريقة
nindex.php?page=showalam&ids=11927للباجي كما ذكره في التوضيح ، وذكره
أبو الحسن عن
ابن المواز عن
ابن القاسم ، وظاهره أنه تقييد وخص
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب وغيره ذلك بالقريب .
( الثاني ) ظاهر كلامه أيضا سواء كان ذلك في نذر أو تعليق ، وهو اختيار
ابن يونس كما قال في التوضيح ، وخص بعضهم ذلك بالتعليق ، قال : وأما إن
قال لله علي نحر فلان أو ولدي ، فلا يلزمه .
( الثالث ) قيد
ابن بشير مسألة ما إذا ذكر الهدي بأن لا يقصد المعصية يعني ذبحه ، قال : فلا يلزمه حينئذ شيء ويقيد به مسألة نية الهدي ، وذكر المقام من باب أولى وارتضى القيد في الشامل وأتى به على أنه المذهب ، وهو
[ ص: 343 ] ظاهر والله أعلم ، وقال في التوضيح
خليل : المسألة على ثلاثة أوجه إن قصد الهدي والقربة لزمه باتفاق ، ومن قصد المعصية لم يلزمه باتفاق ، واختلف حيث لا نية والمشهود عليه الهدي ، انتهى .
( الرابع ) قال في التوضيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11927الباجي إذا علق ذلك بمكان النحر كأن يقول : أنحرك عند
مقام إبراهيم ، قال فانظر قوله ، فإن علق ذلك بمكان الذبح وعند المقام ، فإنه مخالف لما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13612ابن هارون إن المراد
بمقام إبراهيم قضيته في التزام ذبح ولده وفداؤه بالهدي لا مقام مصلاه ، انتهى . وقال
ابن فرحون عند ذكر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=13612ابن هارون : وهو بعيد من كلام أهل المذهب ، انتهى . وفي المدونة نحو ما ذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11927الباجي ، قال : وإن قال عند
مقام إبراهيم ، انتهى .
( الخامس ) قال
أبو الحسن قال
ابن المواز لو
قال لعدة من ولده أو غيره : أنا أنحركم كان عليه أن يهدي عن كل واحد هديا ، وقد قيل عليه هدي لجميعهم ، والأول أحب إلينا ، وهو الحق والله أعلم .
( السادس ) قال في النوادر ، ومن كتاب
ابن المواز ، ومن
نذر أن يذبح نفسه فليذبح كبشا ، أراه يريد إن سمى موضع النحر
بمكة ، انتهى .
( السابع ) قال في سماع
أبي زيد من النذور إذا
قال لولده : أنت بدنة لا شيء عليه إلا أن يكون نوى الهدي
ابن رشد قوله : في ابنه هو بدنة بمنزلة قوله : أنا أنحره ، وقوله : لا شيء عليه إلا أن يكون نوى الهدي هو أحد أقوال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، والذي يتحصل إنه إن أراد الهدي أو سمى المنحر فعليه الهدي قولا واحدا ، وإن لم تكن له نية ، ولا سمى المنحر ، فمرة رأى عليه كفارة يمين ومرة لم ير عليه شيئا ، وهو قول
ابن القاسم في هذه الرواية .