( الثالث ) قال في سماع
nindex.php?page=showalam&ids=12322أصبغ من كتاب الأيمان بالطلاق : وسئل عن
رجل قال لرجل : أنا والله أتقى لله منك وأشد حبا لله ولرسوله وامرأته طالق ألبتة .
قال : أراه حانثا قيل له فلو قال له : امرأته طالق إن لم يكن فلان أتقى لله منك وأشد حبا لله ولرسوله منك ، قال : إن كان ذلك في رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عرف فضله مثل
أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر فلا شيء عليه وإن قال ذلك لأهل هذا الزمان فهو حانث إلا أن يعلم من ذلك الذي حلف عليه فسقا بينا فأرجو أن لا يكون عليه شيء ، قال
ابن رشد هذه مسألة صحيحة بينة على أصولهم فيمن
حلف على غيب لا يعلم حقيقته أنه حانث ويريد بقوله وقد عرف فضله على صاحبه أي من قد عرف فضله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صاحبه الذي قال له : أنا أتقى لله منك وأشد حبا لله ولرسوله وقوله مثل
أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر وغيرهما من فضلاء الصحابة
nindex.php?page=showalam&ids=12كعبد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ومن سواهم ممن شهرت فضائلهم وعلمت مناقبهم .
ولو
حلف بالطلاق أن فلانا لرجل غير مشهور من الصحابة أتقى لله وأشد حبا لله ولرسوله لرجل من أهل الزمان معلوم بالخير لحنث بدليل قوله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=1182أعجب الناس إيمانا قوم يخرجون من بعدي ويؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني } .
ولو
حلف بذلك في بعض الصحابة على بعض لحنث إلا في أبي بكر
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر للإجماع الحاصل من
أهل السنة أنهما أفضل من غيرهما وأن
أبا بكر هو الأفضل ، وبالله التوفيق . ومثله أن
يحلف أن فلانا يعني من غير المشهورين من الصحابة أو التابعين خير من فلان يعني به شخصا من أهل هذا الزمان المعروفين بالصلاح والخير ولا يقال قد ثبت أن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم لأن هذا من حيث الجملة لا من حيث كل شخص على انفراده ، والله أعلم .