ص ( لا بإن وطئتك وطئت أمي )
ش : قال
ابن غازي : ذكره
ابن عبد السلام ، وذكر
ابن عرفة أنه لم يجده لغيره قال : وكونه ظهارا أقرب من لغوه ; لأنه إن كان معنى
قوله إن ، وطئتك وطئت أمي لا أطؤك حتى أطأ أمي فهو لغو ، وإن كان معناه ، وطئي إياك كوطء أمي ، فهو ظهار ، وهذا أقرب كقوله تعالى {
إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل } ليس معناه لا يسرق حتى يسرق أخ له من قبل ، وإلا لما أنكر عليهم
يوسف عليه السلام بل معناه سرقته كسرقة أخيه من قبل ، ولذا أنكر عليهم انتهى ، وما ذكره عن
ابن عرفة بعض كلامه ، وترك منه شيئا كثيرا محتاجا إليه ، ونص كلامه ، وسمع
يحيى ابن القاسم من
قال لجاريته : لا أعود لمسك حتى أمس أمتي لا شيء عليه
ابن رشد ; لأنه كمن قال : لا أمس أمتي أبدا .
(
قلت ) انظر هل هذا مثل قوله إن وطئتك فقد وطئت أمي نقل
ابن عبد السلام أنه لا شيء عليه ، ولم أجده لغيره ، وفي النفس من نقله ؟
الصقلي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون شك لعدم نقله
الشيخ في نوادره ، وانظر هل هو مثل قوله أنت أمي سمع
عيسى أنه ظهار ، وهذا أقرب من لغوه ; لأنه إن كان معنى قوله إن وطئتك إلى آخر ما نقله
ابن غازي فانظر هذا الذي تركه
ابن غازي رحمه الله وما فيه من الفوائد ، وما ذكره
ابن عرفة من جهة البحث ظاهر ، فإن المتبادر من قوله إن وطئتك فقد ، وطئت أمي أي وطئي إياك مثل ، وطء أمي ، وأما من جهة النقل فذكره
ابن عبد السلام قبل الكلام على الكناية الخفية كما قال قبله ، ونقله في التوضيح أيضا ، وقبله ، ونقله
ابن يونس في أوائل الظهار كما قال وقبله ، ونصه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون : وإن قال إن وطئتك وطئت أمي ، فلا شيء عليه انتهى .
وكلام
ابن عرفة متدافع ; لأنه قال أولا لم أجده لغير
ابن عبد السلام ثم قال إن
الصقلي ذكره عن
nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون ، وقوله إن في النفس شيئا من نقله
الصقلي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون لعدم نقله
الشيخ في نوادره فغير ظاهر ; لأن إمامة
ابن يونس ، وجلالته ، وثقته معروفة ، فلا ينبغي أن يطعن في قوله ، وكون
الشيخ لم يذكره ليس فيه حجة ; لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ على أن
الشيخ لم ينف وجوده ، وهذا كله إذا لم ينو الظهار أما إذا نوى به الظهار ، فلا إشكال أنه يلزمه ، وقول
الشارح في الكبير ظاهر كلام
المصنف أنه لا يلزمه ، ولو نوى به الظهار بعيد ; لأن
المصنف قد قدم أنه يلزم بأي كلام نواه به فتأمله ، وقول
البساطي أكثر هذه الألفاظ في المدونة ليس كذلك ; لأنه ليس شيء منها في المدونة ، وقال
اللخمي في أوائل كتاب الظهار : ولو قال : لا أمسك حتى أمس أمي لم يكن مظاهرا ; لأنه لم يلحقها بها في التحريم ، ولم يشبها بها ، ولو أراد بذلك التحريم لكانت طالقا انتهى .
(
قلت ) ، فيفهم منه إن قصد به التحريم ، فهو طلاق فيتحصل من هذا أن هذه الألفاظ إن قصد بها التحريم ، فهو طلاق ، وإن قصد بها الظهار فظهار ، وإن لم يقصد بها شيئا فلا شيء عليه ، والله أعلم .