( تنبيهات الأول )
الأصل في الحمى ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه في كتاب الشرب بكسر الشين المعجمة والمراد بالشرب الحكم في قسمة الماء
[ ص: 5 ] وضبطه
الأصيلي بالضم قال
الحافظ ابن حجر والأول أولى قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن بكير قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن
nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس عن
ابن شهاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبد الله بن عبد الله بن عتبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أن
الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30727لا حمى إلا لله ولرسوله } قال وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى
النقيع وأن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حمى
الشرف والربذة .
وأخرج منه أيضا في كتاب الجهاد في باب أهل الدار يبيتون الموصول منه عن
الصعب بن جثامة أيضا أعني قوله {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30727لا حمى إلا لله ولرسوله } وقوله وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى
النقيع هكذا وقع لجميع رواة
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري غير
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر فإنه وقع عنده قال
أبو عبد الله بلغنا فاغتر بذلك بعض الشراح فظن أنه من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وأنه من تعليقاته وليس كذلك وإنما القائل بلغنا هو
ابن شهاب فهو موصول بالإسناد المذكور إليه لكنه مرسل من مراسيل
ابن شهاب وهكذا وقع في رواية
لأبي داود فقال عن
الصعب بن جثامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى وقال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30727لا حمى إلا لله ولرسوله } . قال
ابن شهاب وبلغني {
nindex.php?page=hadith&LINKID=5598أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى النقيع } ثم ذكر
أبو داود رواية أخرى بعدها عن
الصعب بن جثامة أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى
النقيع وقال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30727لا حمى إلا لله } ولم يقل ولرسوله وذكر الروايتين في آخر كتاب الجراح من سننه واقتصر
الحافظ ابن حجر في فتح الباري على ذكر الرواية الأولى من روايتي
أبي داود ولم يذكر الثانية وذكرها في تخريجه لأحاديث
الرافعي وعزاها للإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وقال إنها مدرجة يعني حمى
النقيع . وذكر أن
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وهم من أدرجها وقال أيضا في تخريجه لأحاديث
الرافعي أغرب
عبد الحق في الجمع فجعل قوله وبلغنا من تعليقات
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وتبعه على ذلك
ابن الرفعة قال ويكفي في الرد عليهما أن
أبا داود صرح بأنه من مراسيل
الزهري يعني في الرواية الأولى ثم ذكر أن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان أخرجا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3181أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع لخيل المسلمين } والصعب ضد السهل وعلى وزنه
وجثامة بجيم مفتوحة وثاء مثلثة مشددة ذكره
النووي في أول كتاب الحج من شرح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . ( الثاني ) اقتصر
عبد الحق في الأحكام على عزو الحديث
لأبي داود واقتصر على الرواية الثانية من روايتيه وزاد فيها لفظ ولرسوله ; فقال روى
أبو داود عن
الصعب بن جثامة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30728أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع وقال : لا حمى إلا لله ولرسوله } وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز في المنتخب حمى
النقيع لخيل المسلمين ترعى فيه ثم ذكر حديثين آخرين ثم قال وأصح هذه الأحاديث حديث
الصعب بن جثامة وهو الذي يعول عليه انتهى .
تبعه على ذلك
ابن عبد السلام والمصنف في التوضيح
وابن عرفة وقد علمت أن الحديث في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي في سننه في كتاب الحمى وفي كتاب السير من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن
ابن شهاب الموصول منه أعني قوله {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30727لا حمى إلا لله ولرسوله } وعزا جماعة من الشافعية حديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=7417أنه صلى الله عليه وسلم حمى النقيع }
nindex.php?page=showalam&ids=13053لابن حبان وقد علمت أنه في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فعزوه له أولى وإن كان مرسلا لأن مراسيل
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كلها صحيحة ولا سيما وقد اعتضد بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر المذكور والله أعلم .
( الثالث ) وقع
nindex.php?page=showalam&ids=14070للحاكم أن
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلما اتفقا على إخراج حديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30727لا حمى إلا لله ورسوله } وتبعه على ذلك
أبو الفتح القشيري في الإلمام
وابن الرفعة في المطلب قال
الحافظ ابن حجر في تخريجه لأحاديث
الرافعي وقد وهم
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في ذلك فإن الحديث من أفراد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . ( الرابع ) اقتصر
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في جامع الأصول على عزو الحديث
nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري وأبي داود ولم يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي وقد علمت أنه رواه في موضعين من سننه .
( الخامس ) قال في النهاية في معنى الحديث أعني قوله صلى
[ ص: 6 ] الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30727لا حمى إلا لله ولرسوله } أنه صلى الله عليه وسلم نهى عما كانت تفعله الجاهلية وأضاف الحمى لله ولرسوله أي إلا ما يحمي للخيل التي ترصد للجهاد والإبل التي يحمل عليها في سبيل الله انتهى .
وقال
ابن عبد السلام في شرح
ابن الحاجب لما ذكر الحديث تأوله الجمهور على معنى أنه لا ينبغي أن يحمى إلا كما حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم لخيل المجاهدين وشبه ذلك مثل ما فعله الخلفاء بعده حموا لإبل الغزاة انتهى .
وقال
الجلال السيوطي في حاشية
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قوله لا حمى إلا لله ولرسوله قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يحتمل معنيين أحدهما لا حمى إلا ما حماه صلى الله عليه وسلم والثاني لا حمى إلا مثل ما حماه ; فعلى الأول ليس لأحد من الولاة أن يحمي بعده وعلى الثاني يختص بمن قام مقامه فهو الخليفة دون سائر نوابه انتهى .
ومقتضى كلامه أنه يتفق على أنه ليس لنواب الإمام أن يحموا وقال في فتح الباري والأرجح عند الشافعية أن الحمى يختص بالخليفة ومنهم من ألحق به ولاة الأقاليم ومحل الجواز أن لا يضر بكافة المسلمين انتهى .
والذي اقتصر عليه صاحب الإرشاد من الشافعية أن الحمى لا يختص بالإمام بل لولاته أن يحموا وقال
ابن أبي شريف في شرحه أنه الأصح والذي رأيته في كلام كثير من أصحابنا المالكية أنه يجوز للإمام أن يحمي بالشروط التي تقدم ذكرها ولم يتكلموا على نوابه ولكن مقتضى كلام أهل المذهب أن ذلك بحسب عموم الولاية وخصوصها فإذا عم الإمام الولاية على بلد لأمير جاز له أن يحمي وأخرى إذا فوض إليه النظر في أمر الحمى والله أعلم .
( السادس ) قال
ابن عرفة بعد أن ذكر كلام
عبد الحق المتقدم لفظ
النقيع وجدته في نسخة صحيحة من
الباجي ومن أحكام
nindex.php?page=showalam&ids=16308عبد الحق بالنون قبل القاف وذكره
البكري بالباء قبل القاف وكذا وجدته في نسخة صحيحة من النوادر وهو مقتضى قول اللغويين قال
nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري في حرف الباء
والبقيع موضع فيه أروم الشجر من ضروب شتى وبه سمي بقيع الغرقد وهو مقبرة
المدينة ونحوه في مختصر العين ومثله
nindex.php?page=showalam&ids=13247لابن سيده وزاد والغرقد شجر له شوك كان ينبت هناك فذهب وبقي الاسم لازما للموضع ولم يذكر أحد منهم النقيع بالنون قبل القاف أنه اسم موضع مع كثرة ما جلب فيه
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده في المحكم وقال
الباجي في آخر الموطإ في ترجمة ما يتقى من دعوة المظلوم وفيه ذكر الحمى فقال
الباجي وهذا الحمى هو النقيع بالنون ولم يتكلم
عياض في مشارقه على هذه الكلمة لعدم وقوعها في الموطإ والصحيحين انتهى .
( قلت ) وكأنه رحمه الله لم يقف على ما ذكره القاضي
عياض في المشارق في آخر حرف الباء الموحدة لما ذكر أسماء المواضع ونصه بقيع الغرقد الذي فيه مقبرة
المدينة بباء بغير خلاف وسمي بذلك لشجرات غرقد وهو العوسج كانت فيه وكذلك بقيع بطحان جاء في الحديث وهو بالباء أيضا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل البقيع كل موضع من الأرض فيه شجر شتى وأما الحمى الذي حماه النبي صلى الله عليه وسلم ثم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بعده وهو الذي يضاف إليه في الحديث غرز النقيع وفي الآخر بقدح لبن من النقيع وحمى النقيع وهو على عشرين فرسخا من
المدينة وهو صدر وادي العقيق وهو أخصب موضع هنالك وهو ميل في بريد وفيه شجر ويستجم حتى يغيب فيه الراكب فاختلف الرواة وأهل المعرفة في ضبطه فوقع عند أكثر رواة
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بالنون وكذا قيده
النسفي nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبو ذر والقابسي وسمعناه في
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من
أبي بحر بالباء وكذا روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13486ابن ماهان وسمعناه من القاضي الشهيد وغيره بالنون وبالنون ذكره
الهروي nindex.php?page=showalam&ids=14228والخطابي وغير واحد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وقد صحفه أصحاب الحديث فيروونه بالباء وإنما الذي بالباء
بقيع المدينة موضع قبورها وأما
أبو عبيد الله البكري فقال إنما هو بالباء مثل بقيع الغرقد قال ومتى ذكر البقيع بالباء دون إضافة فهو هذا ووقع فيه في كتاب
الأصيلي [ ص: 7 ] في موضع بالنون والباء وهو تصحيف قبيح والأشهر في هذا النون والقاف والنقيع بالنون كل موضع يستنقع الماء فيه وبه سمي هذا انتهى .
وقوله بقيع بطحان هو بضم الموحدة وسكون الطاء المهملة بعدها حاء مهملة قال في المشارق هكذا يرويه المحققون وكذا سمعناه من المشايخ وهو الذي يحكي أهل اللغة فيه فتح الموحدة وكسر الطاء وكذا قيده
اللقاني في البارع
وأبو حاتم والبكري في المعجم وقال
البكري لا يجوز غيره وهو واد في
المدينة انتهى . وقوله غرز النقيع بفتح الغين المعجمة والراء وبعدها زاي قال في المشارق هكذا ضبطناه على
أبي الحسن وحكى فيه صاحب العين السكون قال وواحده غرزة مثل تمرة وتمر وبالوجهين وجدته في أصل
الجياني في كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي قال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة هو نبات ذو أغصان رقاق حديد الأطراف يسمى الأسل وتسمى به الرماح وتشبه به وقال صاحب العين هو نوع من الثمار
ا هـ ومقتضى كلام
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه لم يقف على كلام صاحب المشارق أيضا فإنه قال بعد أن ذكر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=16308عبد الحق هكذا رأيت في نسخة من الأحكام منسوبة إلى الصحة بالنون والقاف وذكره
البكري بالباء والقاف قال وهو صدر
وادي العقيق وقال وهو منتدى للناس ومتصيد وروي {
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح في المسجد بأعلى عسيب } وهو جبل بأعلى قاع العقيق ثم أمر رجلا صيتا فصاح بأعلى صوته فكان مدى صوته بريدا وهو أربعة فراسخ فجعل ذلك حمى طوله وعرضه ميل وفي بعضه أقل من ميل انتهى .
وقوله منتدى بمعنى النادي وهو المجلس الذي يتحدث فيه وذكر
المصنف في التوضيح بعض كلام المشارق ولكن كلامه يقتضي أن
أبا عبيد غير
البكري وكلام القاضي
عياض في المشارق يقتضي أن
أبا عبيد هو
البكري وكذا رأيته في كلام غير واحد من العلماء منهم
ابن حجر في مقدمة فتح الباري إلا أنه ذكر عن
البكري أنه حكى فيه وجهين والذي حكاه القاضي في المشارق عن
البكري إنما هو وجه واحد كما تقدم قال
النووي في تهذيب الأسماء واللغات النقيع بفتح النون وكسر القاف هو صدر وادي العقيق على نحو عشرين ميلا من
المدينة وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في مختصر
nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني وهو بلد ليس بالواسع الذي يضيق على من حوله إذا حمي ويعني بالبلد الأرض قال صاحب مطالع الأنوار مساحته ميل في بريد وذكر ما تقدم عن المشارق إلا أن قوله على عشرين ميلا من
المدينة خلاف ما قال في المشارق والذي حكاه
الحافظ ابن حجر وغيره أنه على عشرين فرسخا كما قال في المشارق وذكر في النوادر عن كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=13211ابن سحنون أن
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أن قدر النقيع ميل في ثمانية أميال قال ثم زاد فيه الولاة بعد وهكذا ذكر
الحافظ ابن حجر في فتح الباري عن موطإ
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب أنه ميل في ثمانية أميال وهو خلاف ما ذكره هو في مقدمة فتح الباري وما ذكره في المشارق وما حكاه
النووي في تهذيب الأسماء واللغات من أنه ميل في بريد فإن البريد اثنا عشر ميلا .
( السابع ) تقدم في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه حمى
الشرف والربذة قال في فتح الباري وهو من بلاغ
الزهري والشرف بفتح المعجمة والراء بعدها فاء في المشهور وذكر
عياض أنه عند
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بفتح المهملة وكسر الراء قال وفي موطإ
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب بفتح المعجمة والراء قال كذا رواه بعض رواة
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أو أصلحه وهو الصواب وأما
سرف فهو موضع بقرب
مكة ولا يدخله الألف واللام انتهى .
وقال في مقدمته قال
أبو عبيد البكري هو ماء
لبني باهلة أو
لبني كلاب انتهى .
وقال
الزركشي هو من عمل
المدينة وأما
سرف فمن عمل
مكة على ستة أميال وقيل سبعة وقيل تسعة وقيل اثنا عشر انتهى .
وأما
الربذة فهي بفتح الراء وفتح الموحدة وبعدها ذال معجمة قال في فتح الباري موضع معروف
[ ص: 8 ] بين
مكة والمدينة انتهى .
وقال
الزركشي في كتاب العلم من حاشية
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري موضع على ثلاث مراحل من
المدينة انتهى .
قال
ابن عبد السلام المالكي قال
البكري الربذة هي التي جعلها
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حمى لإبل الصدقة وكان حماه الذي حماه بريدا في بريد قال ثم تزيدت الولاة في الحمى أضعافا ثم أبيحت الأحمية في أيام
المهدي فلم يحمها أحد وحمى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه
صرفة وزاد فيه
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان انتهى .
وقال في النوادر وحمى
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر رضي الله عنه
الربذة لما يحمل عليه في سبيل الله نحو خمسة أميال في مثلها وحمى ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لإبل الصدقة التي يحمل عليها في سبيل الله وحمى أيضا
الشرف انتهى .
( الثامن ) ذكر
الرافعي في الشرح الكبير الحديث السابق بلفظ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=7417أنه صلى الله عليه وسلم حمى النقيع لإبل الصدقة ونعم الجزية } قال
الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديثه بعد أن ذكر روايات الحديث تبين بهذا أن قوله لإبل الصدقة ونعم الجزية مدرج ليس في أصل الخبر انتهى والله أعلم .
( التاسع ) قال
المصنف في التوضيح انظر ما في الحديث من قوله حمى
النقيع كما ذكر
المصنف يعني
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب وذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري رباعيا فقال أحميت المكان جعلته حمى انتهى .
( قلت ) ليس في كلامه ما يقتضي أنه لا يستعمل منه إلا الرباعي ونصه حميته أي دفعت عنه وهذا شيء حمى على فعل أي محظور لا يقرب وأحميت المكان جعلته حمى انتهى .
وقال في القاموس حمى الشيء يحميه حميا وحماية بالكسر ومحمية منعه وكلأ حمى كرضا محمي ثم قال وأحمى المكان جعله حمى لا يقرب انتهى . وقال في المشارق الحمى بكسر الحاء مقصور الممنوع من الرعي تقول حميت الحمى فإذا امتنع منه قلت أحميته ومنه قولهم حميت الماء القوم أي منعتهم انتهى . فعلم من كلامه في المشارق أنه يقال حميته بالفعل الثلاثي وأنه لا يقال أحميته بالرباعي إلا بعد امتناع الناس منه والله أعلم .
( العاشر ) قوله لا حمى بلا تنوين وفي بعض الروايات بالتنوين قال الكرماني فتكون - حينئذ - لا بمعنى ليس أي فتكون للاستغراق على الأول بخلاف الثاني .
( الحادي عشر ) قال الشافعية وينبغي
للوالي إذا حمى أن يجعل للحمى حافظا يمنع أهل القوة من الرعي فيه ويأذن للضعيف والعاجز فإن دخله أحد من أهل القوة ورعى منع ولا غرم عليه ولا تعزير انتهى .
( قلت ) وهو ظاهر وكلام أهل المذهب يقتضيه فقد قال
ابن عبد السلام والمصنف في التوضيح وقد صح أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه قال
لهني حين ولاه على الحمى أدخل رب الصريمة والغنيمة وإياي ونعم
ابن عوف nindex.php?page=showalam&ids=7وابن عفان ا هـ . إلا أن قولهم لا تعزير عليه فيه نظر والظاهر أن من بلغه النهي وتعدى بعد ذلك ورعى في الحمى فللإمام أن يعزره بالزجر أو التهديد فإن تكررت المخالفة فيعزره بالضرب وقولهم لا غرم عليه ظاهر لا شك فيه والله أعلم .
وما ذكره
ابن عبد السلام عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه هو ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رضي الله عنه في آخر جامع الموطإ في باب ما يتقى من دعوة المظلوم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن أبيه أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب استعمل مولى له يدعى
هنيا على الحمى فقال يا
هني اضمم جناحك عن الناس واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مجابة وأدخل رب الصريمة والغنيمة وإياي ونعم
ابن عوف nindex.php?page=showalam&ids=7وابن عفان فإنهما إن تهلك مواشيهما يرجعان إلى
المدينة إلى زرع ونخيل وإن رب الصريمة والغنيمة إن تهلك ماشيته يأت ببنيه فيقول يا أمير المؤمنين يا أمير المؤمنين أفتاركهم أنا - لا أبا لك - فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق وأيم الله إنهم لا يرون أني قد ظلمتهم إنها لبلادهم ومياههم قاتلوا في الجاهلية وأسلموا عليه في الإسلام والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا انتهى .
( الثاني عشر ) هذا الحديث رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب الجهاد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12425إسماعيل يعني
ابن أبي أويس عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وقال
الحافظ ابن حجر في فتح الباري وهذا الحديث
[ ص: 9 ] ليس في الموطإ قال
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في غرائب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك هو حديث غريب صحيح انتهى .
( قلت ) وهذا من الأمر العجيب فإن الحديث موجود في جميع نسخ الموطإ وشروحه والله أعلم .
( الثالث عشر ) قوله مولى له يدعى
هنيا هو بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء قال
النووي في تهذيب الأسماء واللغات هكذا ضبطه
ابن ماكولا وغيره من أهل الإتقان وكذا ضبطناه في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري والمهذب وغيرهما قال ورأيت بخط من لا تحقيق له أنه يقال أيضا بالهمز وهذا خطأ ظاهر نبهت عليه لئلا يغتر به روي
هني عن
أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص رضي الله عنهم انتهى .
وقال في فتح الباري قوله يدعى
هنيا بالنون مصغرا من غير همز وقد يهمز وهذا المولى لم أر من ذكره في الصحابة مع إدراكه . وقوله على الحمى قال في فتح الباري بين
ابن سعد أنه كان على حمى
الربذة وقوله اضمم جناحك عن الناس أي اكفف يدك عن ظلمهم في المال والبدن والجناح اليد قال الله تعالى {
واضمم إليك جناحك } وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري اضمم جناحك عن المسلمين قال في فتح الباري وفي رواية معن عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عند
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الغرائب اضمم جناحك للناس وعلى هذا استرهم بجناحك وهو كناية عن الرحمة والشفقة وقوله في هذه الرواية اضمم جناحك للناس لعله على الناس فإني رأيته كذلك .
وقال
ابن عرفة قال
أبو عمر قوله اضمم جناحك يقول لا تستطل على أحد لمكانك مني وقوله واتق دعوة المظلوم كناية لطيفة عن النهي عن الظلم وهكذا رأيته في نسخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وذكره في فتح الباري بلفظ واتق دعوة المسلمين ثم قال وفي رواية
الإسماعيلي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني وأبي نعيم دعوة المظلوم وقوله فإن دعوة المظلوم مجابة هكذا في نسخ الموطإ ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فإن دعوة المظلوم مستجابة وقوله وأدخل رب الصريمة والغنيمة أدخل بهمزة قطع مفتوحة وكسر الخاء المعجمة ومتعلق الإدخال محذوف والمراد المرعى والصريمة بضم الصاد المهملة مصغر الصرمة بكسر الصاد وهي القطعة من الإبل نحو الثلاثين قاله في الصحاح وقال
الإسنوي في المهمات في كتاب إحياء الموات ما بين العشرة إلى الثلاثين من الإبل خاصة وقال في القاموس ما بين العشرة إلى الثلاثين أو إلى الخمسين أو الأربعين أو ما بين العشرة إلى الأربعين أو ما بين عشرة إلى بضع عشرة والغنيمة على وزن الصريمة مصغر أيضا هي ما بين الأربعين إلى المائتين قاله
الإسنوي أيضا وقوله وإياي ونعم
ابن عوف nindex.php?page=showalam&ids=7وابن عفان فيه تحذير المتكلم نفسه وهو شاذ لا يقاس عليه عند جمهور النحويين قال
الإسنوي وقد وقع
للرافعي وغيره بالكاف والوارد في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره إنما هو بالياء
وابن عوف هو عبد الرحمن nindex.php?page=showalam&ids=7وابن عفان هو عثمان رضي الله عنهما وخصهما بالذكر على طريق المثال لكثرة نعمهما لأنهما من مياسير الصحابة قال في فتح الباري ولم يرد منعهما ألبتة وأنه أراد أنه إذا لم يسع المرعى إلا نعم أحد الفريقين فنعم المقلين أولى فنهاه عن إيثارهما على غيرهما أو تقديمهما قبل غيرهما وقد بين حكمة ذلك انتهى .
( قلت ) ظاهر الخبر أنه أراد منع نعمهما ليتوفر المرعى لإبل الصدقة فتأمله وقوله يأتني ببنيه كذا في أكثر نسخ الموطإ يأتني بحذف الياء للجزم في جواب الشرط وهو الراجح وفي بعض النسخ يأتيني بإثبات الياء وهو ضعيف وقوله ببنيته كذا في نسخ الموطإ بالنون قبل المثناة تحت جمع ابن وهي رواية
الكشميهني في
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ووقع عند أكثر رواة
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ببيته بالتاء التحتية ثم الفوقية بلفظ البيت والمعنى متقارب وقوله فيقول يا أمير المؤمنين مقول القول محذوف لدلالة السياق عليه ولأنه لا يتعين في لفظ مخصوص نحو يا أمير المؤمنين أنا فقير أنا محتاج إلى كذا وقوله أفتاركهم أنا استفهام إنكاري أي لا أتركهم محتاجين وقوله لا أبا لك بفتح الموحدة من غير تنوين ثم اختلف فيه فعند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه والجمهور
[ ص: 10 ] أنه مضاف واللام زائدة مؤكدة لمعنى الإضافة وهي معتد بها من حيث إن اسم لا لا يضاف لمعرفة فاللام لصورة الإضافة وغير معتد بها من حيث إن ما قبلها منصوب بالألف واللام وإنما ينصب بها إذا كان مضافا ويشكل عليهم لا أبا لي بالألف واللام فإنه لا ينصب بالألف إذا أضيف للياء وقال
ابن الحاجب وابن مالك أنه شبيه بالمضاف ويشكل على قولهما حذف التنوين وسمع من قولهم لا أباك بدون لام وهو مشكل وظاهر كلامهم أنه لم يسمع لا أبا لك ولو سمع لأمكن توجيهه بأنه شبيه بالمضاف والخبر على هذه الأوجه محذوف وسمع من كلامهم لا أبا لك بالبناء على الفتح وهو القياس وقوله لك هو الخبر على هذا الوجه ولو قال لا أب لك بالرفع والتنوين صح وهذا اللفظ ظاهره الدعاء عليه ; قال في فتح الباري وهو على المجاز لا على الحقيقة وقوله إنهم ليرون قال في
فتح الباري بضم التحتية أوله بمعنى الظن وبفتحها بمعنى الاعتقاد قوله أني قد ظلمتهم .
( فرع ) قال
ابن حجر قال
ابن التين يريد أرباب المواشي الكثيرة والذي يظهر لي أنه أراد أرباب المواشي القليلة لأنهم الأكثر وهم أهل تلك البلاد من نواحي
المدينة ويدل على ذلك قوله إنها لبلادهم وقد أخرج
ابن سعد في الطبقات أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه أتاه رجل من أهل البادية فقال يا أمير المؤمنين بلادنا قاتلنا عليها في الجاهلية وأسلمنا عليها في الإسلام ثم تحمى علينا فجعل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ينفخ ويفتل شاربه وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في غرائب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك نحوه وزاد فلما رأى الرجل ذلك ألح عليه فلما أكثر عليه قال رضي الله عنه المال مال الله والعباد عباد الله والأرض أرض الله ما أنا بفاعل انتهى .
( قلت ) والظاهر أن الضمير في يرون يعود إلى أصحاب المواشي الممنوعين سواء كانت مواشيهم كثيرة أو قليلة ثم قال في
فتح الباري وقال
ابن المنير لم يدخل
nindex.php?page=showalam&ids=7ابن عفان ولا
ابن عوف في قوله قاتلوا عليها في الجاهلية فالكلام عائد على عموم أهل
المدينة لا عليها انتهى .
قال الشيخ
ابن أبي زيد في النوادر وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه لرجل من
العرب عاتبه في الحمى بلاد الله حميت لمال الله انتهى . وقوله لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله قال في فتح الباري أي من الإبل التي كان يحمل عليها من لا يجد مركبا وجاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أن عدة ما كان في الحمى في عهد
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بلغ أربعين ألفا من إبل وخيل بينها انتهى وقال
الإسنوي قوله لولا المال الذي أحمل عليه أي الخيل التي أعددتها لأحمل عليها من لا مركوب له قال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رضي الله عنه وكانت عدتها أربعين ألفا انتهى . وهو مخالف لما ذكره في فتح الباري .
( الرابع عشر ) قال
ابن عرفة قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر فيه ما كان عليه
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فيه من التقى وأنه لا يخاف في الله لومة لائم لأنه لم يداهن
عثمان ولا
عبد الرحمن وآثر المساكين والضعفاء وبين وجه ذلك وامتثل قوله صلى الله عليه وسلم لا حمى إلا لله ولرسوله يعني إبل الصدقة ا هـ قال
ابن عرفة لما ذكر عن
الباجي أنه يحمي لماشية الصدقة قلت يقوم منه طول تأخير صرف الزكاة إذا كان لتأخير مصرفها انتهى .
( الخامس عشر ) قال الشافعية أن ما حماه الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينقض فلا ينقض حمى
النقيع وأما ما حماه غيره من الولاة فيجوز نقضه لمصلحة وسواء كان الناقض هو الذي حماه أو غيره ( قلت ) هذا ظاهر إن ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لما حمى النقيع أمر أن يجعل ذلك حمى للمسلمين دائما وأما إذا حماه في سنة من السنين ولم يفهم أن ذلك حكم مستمر فالظاهر أنه لا يلزم استمراره ولو ثبت ذلك لاستمر عمل الخلفاء بعده على حمى ذلك الموضع وقد تقدم أن
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق رضي الله عنه حمى
الربذة وكذلك
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه فتأمله والله أعلم .