. ومن آذى مسلما أدب .
ص ( ولا إن نبذ )
ش : قال في أواخر كتاب العتق الثاني من التنبيهات اللقيط هو الملتقط حيث وجد وعلى أي صفة وجد في صغره والمنبوذ الذي وجد منبوذا لأول ما يولد وقيل اللقيط هو ما التقط من الصغار في الشدائد والغلاء ولا يعلم له أب وعلى هذا قول
ابن القاسم فيمن
قذف اللقيط بأبيه حد ومن قذف بذلك المنبوذ لم يحد وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ما نعلم منبوذا إلا ولد الزنى وعلى قائلها لغيره الحد وأراد بعض المشايخ أن يخرج من المدونة خلاف هذا من قوله في الذي استلحق لقيطا أنه لا يلحق به إلا أن يعلم أنه ممن لا يعيش له ولد وسمع الناس يقولون إذا طرح عاش وهذا لا حجة فيه لأن هذا في النادر وإنما تكلم على ما جرت به العادة أولا في هذه على نازلة وقعت شهدت لها دلائل وإلا فالغالب ما قاله أولا انتهى . وقوله وعلى قائلها لغيره الحد يعني أن من
قال لغيره يا منبوذ فعليه الحد ولعل بعض المشايخ الذي أشار إليه هو
اللخمي فإنه قال في كتاب العتق الثاني لما تكلم على اللقيط وأما نسبه فإن محمله على أنه ذو نسب وإنه لرشدة إلا أنه غير معروف فإن قال له رجل لا أب لك أو يا ولد الزنى حد له واختلف إذا استلحقه رجل فقال في كتاب أمهات الأولاد لا يقبل قوله ولا يصدق إلا أن يكون لذلك وجه ثم ذكر الخلاف في ذلك ثم قال حكم المنبوذ حكم الملقوط اللقيط في الحرية والدين واختلف في النسب فجعله
ابن حبيب للزنية لا نسب له وقال من قذف المنبوذ بأبيه وأمه لم يحد وقد قيل المنبوذ من نبذ عندما ولد والشأن إنما يفعل ذلك بمن ولد عن زنى واللقيط ما طرح عند الشدائد والجدب وليس عندما يولد
nindex.php?page=showalam&ids=16867ولمالك في المبسوط مثل ذلك فيمن قال لرجل يا منبوذ قال ما نعلم منبوذا إلا ولد الزنى وأرى على من قال ذلك الحد وكل هذا خلاف لقول
ابن القاسم لأنه قال فيمن استلحق لقيطا لا يقبل قوله إلا أن يعلم أنه ممن لا يعيش له ولد وسمع الناس يقولون أنه إذا طرح عاش وهذا إنما يفعل عند الولادة انتهى . وقال
ابن عرفة في آخر باب اللقطة لما تكلم على اللقيط وأطلق عليه
nindex.php?page=showalam&ids=13270ابن شعبان لفظ منبوذ وترجم على أحكامه في الموطإ بالقضاء في المنبوذ وفي صحاح
nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري المنبوذ : اللقيط . ثم ذكر كلام
اللخمي فتحصل من هذا أن المنبوذ هو من طرح عند ولادته وأن اللقيط من طرح بعد ذلك وأنه قد يطلق على اللقيط أنه منبوذ إذا علم ذلك فقول
المصنف ( ولا إن نبذ ) الذي يظهر من معناه أن من بقي منبوذا عن أب أو جد لا حد عليه ولا إشكال في ذلك لأنه لا أب له ولا جد إذ لا نسب له هذا إن كان معناه أنه قال لست ابن فلان وأما إن كان معناه أنه قال لا أب لك أو يا ولد زنى فهذا يأتي على ما ذكره
اللخمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في المبسوط وعن
ابن حبيب وما حكاه
عياض عن
ابن القاسم وإن كان خلاف ما ذكره
ابن رشد في البيان وحكاه عنه
ابن غازي وأما ما ذكره الشارح
والمحشي في تفسير كلام
المصنف وأن معناه إذا قال للمنبوذ يا ابن الزاني أو يا ابن الزانية فبعيد لأن كلام
المصنف في النفي عن النسب لا في قذف أبي المنبوذ أو أمه فتأمله ولا شك أنه إذا قلنا لا حد على من قال للمنبوذ ليس لك أب أو يا ولد الزنى فلا حد على من قال له يا ابن الزاني أو يا ابن الزانية والعلة
[ ص: 300 ] في ذلك كونه ولد زانية لأن أباه وأمه غير معروفين لأن هذه العلة موجودة في اللقيط وقد نص
ابن رشد على أن من قال له يا ابن الزاني ويا ابن الزانية أن عليه الحد فتأمله .
( تنبيه ) ما نقله
ابن غازي عن
ابن عرفة في المحمولين لم أقف عليه في كلام
ابن عرفة في كتاب القذف ولا في اللقيط ولا غيره فانظره .
ص ( أو زنى ) ش تصوره ظاهر من كلام الشارح .