ص ( فأجبت سؤالهم بعد الاستخارة مشيرا بفيها للمدونة )
ش : اعلم أن أصل المدونة سماع قاضي
القيروان nindex.php?page=showalam&ids=12311أسد بن الفرات عن
nindex.php?page=showalam&ids=16338عبد الرحمن بن القاسم وهما معا من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وهو أول من عملها ورواها عنه وسأله عنها على أسئلة أهل
العراق وأجابه
ابن القاسم بنص قول
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك مما سمع منه أو أبلغه أو قاسه على قوله وأصله فحملت عنه
بالقيروان وكانت تسمى الأسدية وكتاب أسد ومسائل
ابن القاسم وكتبها عنه
nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون كذا قال في التنبيهات وقال في المدارك : منعها
أسد من
سحنون فتلطف به
nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون حتى وصلت إليه فرحل
[ ص: 34 ] nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون بالأسدية إلى
ابن القاسم فسمعها منه وأصلح فيها أشياء كثيرة رجع
ابن القاسم عنها وجاء بها إلى
القيروان وهي في التأليف على ما كان عليه كتاب
أسد مختلطة الأبواب غير مرتبة المسائل ولا مرسومة التراجم وكتب
ابن القاسم إلى
أسد أن يعرض كتابه عليها ويصلحه منها فأنف من ذلك ، فيقال : إن
ابن القاسم دعا أن لا يبارك فيها فهي مرفوضة إلى اليوم ثم إن
nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنونا نظر فيها نظرا آخر وبوبها وطرح منها مسائل وأضاف الشكل إلى شكله وهذبها ورتبها ترتيب التصانيف واحتج لمسائلها بالآثار من روايته من موطأ
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب وغيره وألحق فيها من خلاف كبار أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ما اختاره فعل ذلك بكتب منها وبقيت منها كتب على حالها مختلطة مات قبل أن ينظر فيها فلأجل ذلك تسمى المدونة والمختلطة وهي التي تسمى بالأم ثم إن الناس اختصروها فاختصرها
nindex.php?page=showalam&ids=12502ابن أبي زيد وابن أبي زمنين وغيرهم ثم
أبو سعيد البراذعي .
ويسمى اختصاره بالتهذيب واشتغل الناس به حتى صار كثير من الناس يطلقون المدونة عليه واختصر
ابن عطاء الله تهذيب البراذعي والمدونة أشرف ما ألف في الفقه من الدواوين وهي أصل المذهب وعمدته وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض في المدارك في ترجمة
nindex.php?page=showalam&ids=12311أسد بن الفرات عن
سحنون أنه كان يقول : عليكم بالمدونة فإنها كلام رجل صالح وروايته أفرع الرجال فيها عقولهم وشرحوها وبينوها وكان يقول : ما اعتكف رجل على المدونة ودراستها إلا عرف ذلك في ورعه وزهده وما عداها أحد إلى غيرها إلا عرف ذلك فيه ، وكان يقول : إنما المدونة من العلم ب
منزلة أم القرآن من القرآن تجزئ في الصلاة عن غيرها ولا يجزئ غيرها عنها كذا نقل هذا عن
سحنون في ترجمة
nindex.php?page=showalam&ids=12311أسد بن الفرات ونقله في شرحه
nindex.php?page=showalam&ids=12671لابن الحاجب والمصنف في التوضيح وكثير من أهل المذهب عن
nindex.php?page=showalam&ids=13170ابن رشد ونقل
أبو الحسن عن
ابن يونس قال : يروى ما بعد كتاب الله أصح من موطإ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وبعده مدونة
سحنون انتهى . وذلك أنه تداولها أفكار أربعة من المجتهدين :
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وابن القاسم وأسد nindex.php?page=showalam&ids=15968وسحنون وقول
المصنف بفيها يريد بلفظة أحد جزأيها ضمير مؤنث غائب إما ملفوظ به ، نحو منها وفيها وظاهرها أو مستتر نحو رويت وحملت وقيدت وأعاد عليها ضمير الغائب وإن لم يتقدم لها ذكر لشهرتها عند أهل المذهب واعلم أنه رحمه الله تارة يشير إلى الأم وتارة إلى التهذيب قال
البساطي : والظاهر أنه كان عنده أجزاء من الأم دون الكل ثم إنه رحمه الله إنما يأتي بها غالبا لكون ما فيها مخالفا لما رجحه ولإشكال ما فيها .