ص ( وإن زوحم مؤتم عن ركوع أو نعس أو نحوه اتبعه في غير الأولى ما لم يرفع من سجودها )
ش : تحصيل المسألة أن
[ ص: 55 ] المأموم إذا سها عن الركوع مع الإمام حتى فاته أو غفل عنه أو نعس أو زوحم أو اشتغل بحل إزاره أو ربطه ففي المسألة أربعة أقوال : الأول : أن تلك الركعة فاتته مطلقا سواء كانت أولى أو غير أولى سواء كانت الصلاة جمعة أو لا .
الثاني : لا تفوته مطلقا .
الثالث : تفوته إن كانت أولى ، ولا تفوته في غير الأولى ، وهو المشهور .
الرابع : تفوته إن كانت جمعة ، ولا تفوته على غير الجمعة ، ولا تفريع على الأول ، وأما على الثاني والثالث فيما إذا كانت غير الأولى ، وعلى الرابع في غير الجمعة إذا قلنا : يتبع الإمام فاختلف إلى أي حد يتبعه فقيل ما لم يرفع من سجود الركعة ، وقيل : ما لم يعقد الثانية ، والأول هو المشهور ، وعليه فهل المعتبر السجدتان أو الأولى فقط ؟ قولان المشهور : الأول ، وإذا قلنا : ما لم يعقد الثانية فهل العقد بوضع اليدين على الركبتين أو بالرفع من الركوع ؟ قولان على الخلاف في عقد الركعة .
( تنبيه ) قال
ابن رشد : وسواء على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أحرم قبل أن يركع الإمام أو بعد أن ركع إذا كان لولا ما اعتراه من الغفلة وما أشبهها لأدرك معه الركوع وأما لو
كبر بعد أن ركع الإمام ، فلم يدرك معه حتى رفع الإمام رأسه ، فقد فاتته الركعة ، ولا يجزئه أن يركع ويتبعه قولا واحدا انتهى من التوضيح مختصرا من آخر فصل السهو ، وعلم من هذا أنه
لو تعمد المأموم ترك الركوع مع الإمام لم يجزه قولا واحدا .
( تنبيه ) والمراد بالأولى بالنسبة إلى المأموم لا إلى الإمام ، وهذا ظاهر ، والله أعلم .
( تنبيه ) : واختلف في المسألة من حيثية أخرى فمذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه لا فرق بين المزحوم والناعس والغافل وما أشبه ذلك وأخذ
ابن القاسم في الزحام بالقول الثاني وفيما سواه بالقول الثالث وأخذ
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب nindex.php?page=showalam&ids=12321وأشهب بالقول الأول فيما إذا أحرم قبل أن يركع الإمام ، وبالثاني إذا أحرم بعد أن ركع الإمام .
( تنبيه ) : قال
ابن عرفة اللخمي nindex.php?page=showalam&ids=15140والمازري شرط الركعة المانعة تلافيه إمكانه فعلها فلو نعس حتى ركع إمامه ثانية تلافى الأولى انتهى ، ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري ومن
شرط الركعة الحائلة بينه وبين قضاء ما فاته أن يكون فيها متمكنا من متابعة الإمام تصح مخاطبته بذلك فأما لو
نعس عن ركوع الإمام وتمادى نعاسه إلى أن عقد ركعة أخرى فإنه لا يمنعه ذلك من إصلاح أول ما نعس فيه من الركعات ; لأنه غير مخاطب حال نعاسه في الركعة الثانية بمتابعة الإمام فيها انتهى ولفظ
اللخمي : ومن
نعس خلف الإمام حتى ركع الإمام وانقضت صلاته جاز له أن يصلي التي نعس فيها ; لأن الذي فعله الإمام ، وهو ناعس لا يحول بينه وبين إصلاحها انتهى